للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - وَرُوِىَ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ أخلص لله (١) أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. ذكره رُزَين العبدرى في كتابه، ولم أره فى شئ من الأصول التى جمعها، ولم أقف له على إسناد صحيح ولا حسن، إنما ذكر في كتاب الضعفاء كالكامل وغيره، لكن رواه الحسين بن الحسين المروزى في زوائده في كتاب الزهد لعبد الله ابن المبارك، فقال: حدثنا أبو معاوية أنبأنا حجاج عن مكحول عن النبى صلى الله عليه وسلم فذكره مرسَلاً؛ وكذا رواه أبو الشيخ ابن حبان وغيره عن مكحول مرسلاً، والله أعلم.

١٤ - وروى عن أبي ذَرٍّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قد أفلح (٢) من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليماً (٣)، ولسانه صادقا (٤)، ونفسه مطمئنة (٥)، وخليقته مستقيمة (٦)، وجعل أذنه مستمعه (٧)، وعينه ناظرةً (٨)، فأما الأُذُنُ فقمعٌ (٩) والعين مقرَّةٌ (١٠) بما يُوعِى القلب، وقد أفلح من جعل قلبه واعياً. رواه أحمد والبيهقى، وفي إسناد أحمد احتمال للتحسين.

فصل

١٥ - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنية (١١) وفي رواية بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى


(١) أي عمل صالحاً، واتقى الله، وراعى أوامر القرآن ومناهيه، وأكل حلالا، وامتنع عن الشبهات،
(٢) فاز من نفى قلبه، وملأه تصديقاً بوجود الله، وآمن به وبملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وعمل صالحاً.
(٣) بعيدا عن الإلحاد والزيغ، مجتنباً الشبهات، قابل الله وهو عامل بكتاب وسنة نبيه.
(٤) يخبر بالواقع، ويقول الحق، ويشهد بالعدل.
(٥) يركن إلى الله عند حدوث المصائب فلا يجزع ولا يقول ما يغضب الرب، ولا يسخط، ولا ييأس.
(٦) يتحلى بمكارم الأخلاق.
(٧) للخير.
(٨) إلى آيات الله ليعتبر.
(٩) سامعة منصته. قمع كسمع: الاناء الذي يترك في رءوس الظروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأدهان، شبه آذان الذين يستمعون القول ويعونه ويحفظونه ويعملون به بالأقماع التي تحفظ ما يفرغ فيها لتوصله إلى الإناء.
(١٠) خاضعة معترفة بالذى يحفظه القلب المدبر المتعظ المفكر، أو مكان سرور للذى يستعملها في الخير.
(١١) بتفكير القلب: أي قصده فعل الشيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>