للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

٧ - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا تَعدونَ الشُّهَدَاء (١) فِيكُم قَالُوا يَا رَسُول الله من قتل فِي سَبِيل الله فَهُوَ شَهِيد (٢)

قَالَ إِن شُهَدَاء أمتِي إِذا لقَلِيل قَالُوا فَمن يَا رَسُول الله قَالَ من قتل فِي سَبِيل الله فَهُوَ شَهِيد وَمن مَاتَ فِي سَبِيل الله فَهُوَ شَهِيد (٣) وَمن مَاتَ فِي الطَّاعُون (٤) فَهُوَ شَهِيد وَمن مَاتَ من الْبَطن (٥) فَهُوَ شَهِيد

قَالَ ابْن مقسم أشهد على أَبِيك يَعْنِي أَبَا صَالح أَنه قَالَ والغريق (٦) شَهِيد

رَوَاهُ مُسلم

٨ - ورواه مالك والبخاري والترمذي، ولفظهم -وهو رواية لمسلم أيضاً في حديث-: أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"الشهداءُ خمسةٌ: المطعونٌ، والمبطونٌ، والغريقٌ، وصاحبُ الهدمِ (٧)، والشهيدُ في سبيل الله".

٩ - وَعَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ قَالَ دَخَلنَا على عبد الله بن رَوَاحَة


ب - {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (٨٤)} [النساء]
أي إن تثبطوا وتركوك وحدك فقاتل لا تضرك مخالفتهم، وتقاعدهم فتقدم إلى الجهاد وإن لم يساعدك أحد فإن الله ناصرك لا الجنود.
وروي "أنه عليه الصلاة والسلام دعا الناس في بدر الصغرى إلى الخروج فكرهه بعضهم فنزلت، فخرج عليه الصلاة والسلام وما معه إلا سبعون لم يلو على أحد " (تنكيلا) تعذيبا، وهو تقريع لمن لم يتبعه اهـ بيضاوي
هذا شاهدنا في تكليف الله تعالى لحبيبه أن يجاهد ولو يخرج بنفسه والله يساعده، فكذلك كل مسلم بجهاد نفسه وعدوه، واتباع الحق ونبذ الباطل

بيان أنواع الشهداء
(١) ما تحسبون وجودهم. استفهام منه صلى الله عليه وسلم عن عدد الشهداء.
(٢) جاهد الأعداء وقتل في حومة الوغي يجالد ويضارب، ويساهم ويرمي ويذب.
(٣) وجد مع الجيش في ميدان الحرب، ولكن توفي بلا قتال ونزال.
(٤) المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان، وفيه (فناء أمتي بالطعن والطاعون) أراد أن الغالب على فناء الأمة بالفتن التي تسفك بها الدماء والوباء. أهـ نهاية ص ٣٩.
(٥) شدة الإسهال.
(٦) الذي مات غرقا، والمعنى أن هؤلاء ينالون ثوابا عظيما ودرجات سامية من الله جل وعلا جزاء ما نكبوا به فصبروا على تحمله لله.
(٧) الذي وقع عليه جدار.

<<  <  ج: ص:  >  >>