للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي روايةٍ: من غازيةٍ، أوْ سريَّةٍ تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجَّلوا ثُلثيْ أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثُّلثُ وإنْ لم يصيبوا غنيمةً ثمَّ لهمْ أجرهمْ. رواه مسلم، وروي أبو داود والنسائي وابن ماجه الثانية.

(يقال) أخفق الغازي إذا غزا ولم يغنم، أو لم يظفر.

[الترهيب من الفرار من الزحف]

١ - عنْ أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجْتنبوا السَّبع الموبقات (١). قالوا: يا رسول الله وما هنَّ؟ الإشراك (٢) بالله، والسِّحْر (٣)،

وقتل النَّفس التي حرم الله إلا بالحقِّ، وأكل الربِّا (٤)، وأكل مال اليتيم (٥)،


(١) المهلكات، والاجتناب معناه: الابتعاد.
(٢) أن تجعل لله ندا. العمل بنية إظهاره للناس، وغير خالص لوجه الله الكريم.
(٣) ما يخدع العيون كالذي يفعله المشعوذ يصرف به الأبصار عما يفعله بخفة يده وسرعة حركته (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) قال القرطبي: السحر حيل صناعية يتوصل إليها بالاكتساب، غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس ومادته الوقوف على خواص الأشياء، والعلم بوجود تركيبها وأوقاته، وأكثرها تخيلات بغير حقيقة، وإبهامات بغير ثبوت فيعظم عند من لا يعرف ذلك كما قال تعالى في سحرة فرعون: (وجاءوا بسحر عظيم) مع أن حبالهم وعصيهم لا تخرج عن كونها حبالا وعصيا، والحق أن لبعض أصناف السحر تأثيرا في القلوب كالحب والبغض، وإلقاء الخير والشر، وفي الأبدان بالألم والسقم.
وإنما النكور أن الجهاد ينقلب حيوانا أو عكسه بسحر الساحر ونحو ذلك، والمراد به الضربان الأخيران، أما الأول فإنه السحر الحلال. أهـ.
قال تعالى: (واتبعوا ما قتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين بابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منها ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) ١٠٢ من سورة البقرة.
إنما نبذوا كتاب الله، واتبعوا كتب السحر التي تتبعها الشياطين من الجن والإنس على عهد سليمان إذ فشا ذلك في عصره، وعلم الملكان السحر تمييزا بينه وبين معجزة الأنبياء عليهم الصلاة (بابل) من سواد الكوفة.
(٤) الزيادة على رأس المال من وجه خاص.
(٥) من فقد أباه، ولم يبلغ مبلغ الرجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>