ب - الكفار والفساق وعاقبتهم العذاب والجحيم كما قال جل شأنه: (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم) ١٦ من سورة محمد (غير آسن) أي حادث، وآسن، من أسن الماء بالفتح: إذا تغير طعمه وريحه، وبالكسر على معنى الحدوث (لم يتغير طعمه) لم يصر قارصاً ولا حازراً (خمر لذة) لذيذة لا يكون فيها كراهة طعم وريح، ولا غائلة سكر (عسل مصفى) لم يخالطه الشمع وفضلات النحل وغيري ذلك تمثيل لما يقوم مقام الأشربة في الجنة بأنواع ما يستلذ منها في الدنيا بالتجريد عما ينقصها وينغصها، والتوصيف بما يوجب غزارتها واستمرارها. أهـ بيضاوي ص ٧٠٢. لو كان في المسلمين الآن مثل أبي عمرو الأنصاري في الاستقامة والعبادة وانتهاز الفرص لإعلاء كلمة الله ما ذلوا وما رأوا أزمة ونزع بركة، ونعوذ بالله العليم. قال تعالى: (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) ١٧ من سورة محمد. (١) ليس على طريقتنا، أوليس على ديننا الكامل، أوليس من الصالحين. (٢) فقد عصى الله ورسوله، وقصر في واجب الجهاد. يريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستعد المسلمون للجهاد ويعلموا أبناءهم الفروسية وركوب الخيل والعدو، وحيل الحرب وخدع القتال، والتحلي بالنجدة والشجاعة، ونبذ الجبن والخنوثة والترف. (٣) تركها ونسى فضلها: وهي نعمة الفوز والنصر، وإعلاء دين الله، وما يترتب على ذلك من الثواب وسعة الملك والبطش، وعدم الذل والأسر، وطرد الاستبعاد. ويفسر ذلك أن تتصفح تاريخ أبطال الإسلام وحماته لتعرف مدى ما وصلوا إليه رضي الله عنهم من الفتوح.