للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترهيب من الحسد وفضل سلامة الصدر]

١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم


= لا تراني راتعاً في مجلس ... في لحوم الناس كالسبع الضرم
ولبعض الصفح والإعراض عن ... ذي الخنا أبقى وإن كان ظلم
وللنابغة الذبياني:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب
لئن كنت قد بلغت عني رسالة ... فمبلغك الواشي أغش وأكذب
ولست بمستبق أخاً لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب؟
الآيات الدالة على فضائل الصمت الناهية عن اللغو:
(أ) قال الله تعالى: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون" (١ - ٣ من سورة المؤمنون). واللغو كل ما لا فائدة فيه لا للجسم ولا للنفس ولا للروح ولا للعقل، فالمؤمن لا يشغل وقته إلا بما يفيده في حياته العاجلة أو حياته القابلة.
(ب) وقال تعالى: "والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً" (٧٢ من سورة الفرقان).
(جـ) وقال تعالى: "وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين" (٥٥ من سورة القصص). فلا نجاة من خطر اللسان إلا بالصمت بحفظه من جميع الآفات، ألا ترى المؤمن قاتلاً وقته بالجلوس على المقاهي بلعب النرد أو الشطرنج، أو يخوض في أعراض الناس أو يتحدث في شؤونهم بما لا يجدي نفعاً أو يتدخل فيما لا يعنيه من شئون السياسة، وليس من أربابها ولا من المنوط بهم درسها والدفاع عنها، بل تراه هادئاً ثابتاً صامتاً ساكتاً، لا يتكلم إلا في مفيد ولا يتحرك إلا في نافع، ولا يفكر إلا في منتج. يجد في تحصيل رزقه وأهله وولده ليكف يده عن المسألة ويصون وجهه عن بذل مائه، ويجلب العزة والكرامة والنبالة. قال الحسن: ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه. وفي الغريب: اللغو من الكلام: ما لا يعتد به، وهو الذي يورد لا عن روية وفكر فيجري مجرى اللغا، وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور. قال أبو عبيدة: لغو ولغا نحو عيب وعاب وأنشدهم عن اللغا ورفث التكلم، يقال لغيت تلغي نحو لقيت تلقى وقد يسمى كل كلام قبيح لغواً. قال تعالى: "لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً" (٣٥ من سورة النبأ). "لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً" (٢٥ من سورة الواقعة). أهـ.
(د) وقال تعالى: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً إن تبدو خيراً أو تخفوه أو تعفو عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً" (١٤٨ - ١٤٩ من سورة النساء).
(هـ) وقال تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً" (١١٤ من سورة النساء).
(و) وقال تعالى: "واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين" (١٠٨ من سورة المائدة).
(ز) وقال تعالى: "وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون" (٣ من سورة الأنعام).
(ح) وقال تعالى: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" (الآية من سورة الأنعام). =

<<  <  ج: ص:  >  >>