للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم يا كعب بن عجرة: إنه لا يدخل الجنة لحمٌ، ولا دمٌ نبتا على سحتٍ النار أولى به (١) يا كعب بن عجرة: الناس غاديان (٢) فغادٍ في فكاك نفسه فمعنقها (٣)، وغادٍ موبقها (٤) رواه الترمذي. وابن حبان في صحيحه في حديث.

ولفظ الترمذي: يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به.

(السحت) بضم السين، وإسكان الحاء وبضمهما أيضا: هو الحرام، وقيل: هو الخبيث من المكاسب.

٢٤ - وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنَّة جسدٌ (٥)

غذِّي بحرامٍ. رواه أبو يعلي والبزار والطبراني في الأوسط، والبيهقي، وبعض أسانيدهم حسن.

[الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور]

١ - عن النُّعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه


(١) جهنم أحق بصهر ذلك الجسم النامي على ما يغضب الله في طعامه وكسبه.
(٢) ذاهبان ومنطلقان يسعيان، من غدا غدوا، من باب قعد: ذهب غدوة، وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس الأول يجد في إطلاق نفسه من عذاب الله فيعمل صالحا ليزيل عنه الضيق والأسر.
(٣) مبعد عنها نار جهنم لكثرة الصالحات التي شيدها في حياته.
(٤) مهلكها لكثرة معاصيه وإجرامه وإسرافه في اقتراف السيئات.
(٥) جسم نما وشبع وترعرع في المعاصي، وكسب المال الحرام.
إن الحياة مزارع ... فازرع بها ما شئت تحصد
والناس لا يبقى سوى ... آثارهم والعين تفقد
والمال إن أصلحته ... يصلح وإن أفسدته يفسد
ولأبي فراس الحمداني:
إن الغني هو الغني بنفسه ... ولو أنه عاري المناكب حاف
ما كل ما فوق البسيطة كافيا ... وإذا قنعت فبعض شيء كاف
وتعاف لي طمع الحريص فتوتي ... ومروءتي وقناعتي وعفافي
ومكاري عدد النجوم ومنزلي ... مأوى الكرام ومنزل الأضياف

<<  <  ج: ص:  >  >>