[من في السماء] الملائكة الموكلين على تدبير هذا العالم أن يزلزلوا الأرض بكم أيها العصاة فأسرعوا وتوبوا إلى الله [حاصباً] يرسل لكم وباء هالكاً وحمى فاشية مدمرة مميتة [الرحمن] الشامل رحمته كل شيء هيأهن للجري في الهواء بحكمته [أمسك رزقه] منع الأمطار فتجف الأنهار فلا زرع ولا ضرع ولم يهيئ أسباب المعيشة الرغدة [لجوا] تمادوا في عناد [ونفور]: أي شراد عن الحق لتنفر طباعهم عنه. إن شاهدنا كفر الكفار وعصيان المسلمين يسبب العذاب من الخالق الجبار إن لم يتوبوا. ولأبي نواس في وصف النرجس واتخاذه دليلاً على التوحيد. تأمل في نبات الأرض وانظر ... إلى آثار ما صنع المليك عيون من لجين شاخصات ... بأبصار هي الذهب السبيك على قضب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك لجين: فضة. السبيك؛ المسبوك: أي المذاب، والمعنى أن النرجس بأوراقه البيض المستديرة، وما في وسطه من الكرات الذهبية يشبه عيوناً من ذهب محيط بها إطار من فضة على قوائم خضر من الزبرجد، ليفكر العبد فيتوب إلى من صنع هذا ويعبده بإخلاص قال تعالى: [تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً (٦١) وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكروا أو أراد شكورا (٦٢)] من سورة الفرقان. [سراجاً] الشمس بالنهار والقمر يضيء بالليل [خلفة] يخلف كل منهما الآخر [يذكر] يتذكر آلاء الله ويتفكر في صنعه فيعلم أنه لا بد من صانع حكيم يطيعه ويتوب إليه ويشكر الله تعالى على ما فيه من النعم بإظهار أنواع الطاعات. تبنا إلى الله. (١) يخاطب الله تعالى الإنسان الذي ركب فيه عقلاً يرشده إلى صالحه ومعاشه ومعاده وسعادته. (٢) تخل لطاعتي والعمل لي وابذل طاقتك في رضاي ووقتك في خدمتي. (٣) قناعة وبسطة ورخاء وسعة. (٤) نعماً: أي أكثر عليك الخير وأوفر لك الحاجات الكثيرة التي يهمك أمرها في الدنيا فتشعر بكل سرور. (٥) لا تباعد، كذا ط وع ص ٣١٥ جـ - ٢ وفي ن د لا تتباعد: أي لا تعص أوامري ولا تستعمل الفجور والطمع.