للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبية فلا يقربن مسجدنا ثلاثاً. رواه ابن خزيمة في صحيحه.

ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومها

وترهيبهن من الخروج منها

١ - عن أُم حُميدٍ امرأة أبى حميدٍ الساعدىِّ رضي الله عنهما أنها جاءت إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إنى أحبُّ الصلاة معك، قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معى، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خيرٌ من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خيرٌ من صلاتك في مسجدى. قال: فأمرت فَبُنى لها مسجد في أقصى شئٍ من بيتها وأظلمه (١)، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما.

وبوّب عليه ابن خزيمة: باب اختيار صلاةِ المرأة في حجرتها على صلاتها في دارها، وصلاتها في مسجد قومها على صلاتها في مسجد النبى (٢) صلى الله عليه وسلم، وإن كانت صلاة في مسجد النبى صلى الله عليه وسلم تعدلُ ألف صلاةٍ في غيره من المساجد، والدليل على أن قول النبى صلى الله عليه وسلم: صلاةٌ في مسجدى هذا أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه من المساجد إنما أراد به صلاة الرجال دون صلاة (٣) النساء، وهذا كلامهُ.


= ويكره ذهاب الرجل بثوب المهنة القذرة؛ والفسيخ والسمك ونحو ذلك مما له رائحة يتأذى منه المصلون ويكره ذهاب المسجد لمن به بخر أو جرح رائحته كريهة، أو إبطه قذرة أو تورمت قدماه ولها رائحة وهكذا ينال كراهة كل من لم يتحر النظافة في جسمه أو ملابسه. وصلاته ناقصة الثواب والملائكة لا تدعو له بالرحمة فانظر رعاك الله إلى مدى شرع خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم؛ وأفحم به حجة الملاحدة الزنادقة الفسقة عسى يعلمون أن هذا الدين يحث على النظافة، وقرر أن اتخاذ الطيب والعطر في البيت الطيب والعمل الصالح يرفعه) (مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة - والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه - بلدة طيبة ورب غفور) إشارة إلى أرض الله الزكية، أسأل الله السلامة.
(١) أرشدها صلى الله عليه وسلم إلى مصلى لا أحد فيها في جهة مظلمة لا يراها إلا خالقها جل وعلا وكلما اختفت في أداء هذا الفرض كثر ثوابها وزاد أجرها وعظم رضوان الله عليها.
(٢) لبعده عن دارها ووجود رجال فيه غير محارم، وعرضة لأن يراها جماعة.
(٣) في نسخة: دون النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>