للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترهيب من السحر وإتيان الكهان والعرّافين والمنجمين بالرمل

والحصى أو نحو ذلك وتصديقهم

١ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الموبِقَاتِ (١) قالُوا: يا رَسُولَ اللهِ: وَمَا هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللهِ، والسِّحْرُ (٢)، وَقَتْلُ


= وهو دليل على إثبات الحب، وإثبات التفاوت فيه، وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحب لله من شرط الإيمان أهـ ص ٢٥٣ جـ ٤.
وفي دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم ارزقني حبك وحب من أحبك وحب ما يقربني إلى حبك، واجعل حبك أحب إلي من الماء البارد". وقال الغزالي أيضاً في بيان أن المستحق للمحبة هو الله وحده. وإن من أحب غير الله لا من حيث نسبته إلى الله فذلك لجهله وقصوره في معرفة الله تعالى، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم محمود لأنه عين حب الله تعالى، وكذلك حب العلماء والأتقياء، لأن محبوب المحبوب محبوب، ورسول المحبوب محبوب ومحب المحب محبوب، وكل ذلك يرجع إلى حب الأصل فلا يتجاوزه إلى غيره فلا محبوب بالحقيقة عند ذوي البصائر إلا الله تعالى ولا مستحق للمحبة سواه، وأبو الحسن الثوري كان ينظر إذا غلبه الوجد في قول القائل:
لازلت أنزل من ودادك منزلاً ... تتحير الألباب عند نزوله
فلم يزل يعد، وفي وجده على أجمة قد قطع أسبابها وبقي أصولها حتى تشققت قدماه وتورمتا، ومات من ذلك، وهذا هو أعظم أسباب الحب وأقواها، وهو أعزها وأبعدها وأقلها. وقال الثوري لرابعة: ما حقيقة إيمانك؟ قالت: ما عبدته خوفاً من ناره، ولا حباً لجنته فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حباً له وشوقاً إليه، وقالت في معنى المحبة نظماً:
أحبك حبين حب الهوى ... وحباً لأنك أهل لذاكا
فأما الذي حب الهوى ... فشغلي بذكرك عمن سواكا
وأما الذي هو أنت أهل له ... فكشفك إلي الحجب حتى أراكا
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ... ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
ولعلها أرادت بحب الهوى حب الله لإحسانه إليها وإنعامه عليها بحظوظ العاجلة، وبحبه لما هو أهل له الحب. جماله وجلاله الذي انكشف لها، وهو أعلى الحبين وأقواهما أهـ ص ٢٦٧ جـ ٤.
(١) المهلكات.
(٢) الخداع وإظهار تخيلات لا حقيقة لها لسلب أموال الناس بالباطل كما يفعله المشعوذ بصرف الأبصار عما يفعله لخفة يد، وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للأسماع كما قال تعالى:
أ -[سحروا أعين الناس واسترهبوهم] من سورة الأعراف.
ب -[يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى] ٦٦ من سورة طه.
ويكون السحر أيضاً استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه وتسخيره في معرفة الأخبار كما قال تعالى
أ -[هل أنبئكم على من تنزل الشياطين (٢٢١) تنزل على كل أفاك أثيم (٢٢٢)] من سورة الشعراء.
ب - وقال تعالى: [ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر] من سورة البقرة.
أكتب هذا، وفي يدي الصحف اليومية تنبئ عن كشف خبايا لمجرم تزيا بزي الصالحين وسخر الشياطين في إغواء الناس والتكهن بمعرفة أخبارهم فادعى أن في هذا المنزل كنزَ، وفي آخر جواهر. وهكذا من سحره فجلب آلاف الجنيهات افتراء على الله، واجتراء على سلب الأموال زوراً وإضلالاً، وقد يكون السحر على =

<<  <  ج: ص:  >  >>