للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

٨٦ - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي (١) بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ يُرِيدُ عَيْنَيْهِ. رواه البخاري والترمذي ولفظه:

قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدِي فِي الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ جَزَاءٌ عِنْدِي إِلاَّ الْجَنَّةَ.

٨٧ - وفي رواية له: مَنْ أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ واحْتَسَبَ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَاباً دُونَ الْجَنَّةِ.

٨٨ - وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم: يَعْنِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قالَ: إِذَا سَلَبْتُ مِنْ عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ وَهُوَ بِهِمَا ضَنِينٌ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَاباً دُونَ الْجَنَّةِ إِذْ هُوَ حَمِدَنِي (٢) عَلَيْهِمَا. رواه ابن حبان في صحيحه.

عزيز على الله أن يأخذ كريمتي مؤمن ثم يدخله النار

٨٩ - وَعَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: عَزِيزٌ عَلَى اللهِ أَنْ يَأْخُذَ كَرِيمَتِيْ مُؤْمِنٍ ثُمَّ يُدْخِلَهُ النَّارَ. قالَ يُونُسُ: يَعْنِي عَيْنَيْهِ. رواه أحمد والطبراني من رواية عبد الرحمن بن عثمان الحاطبيّ.

٩٠ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ:


= مؤمن من النار" وقال رجل من الصحابة لآخر: أيقنت بالورود؟ قال نعم، وأيقنت بالصدر، قال لا، ففيم الضحك وفيم التثاقل؟ أهـ ص ٣٣ جـ ٣.
(١) قال القسطلاني عبدي: أي المؤمن، بمحبوبتيه: أي عينيه لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه، والجنة أعظم العوض، لأن الالتذاذ بالبصر يفنى بفناء الدنيا، والالتذاذ بالجنة باق ببقائها أهـ ص ٢٥٨ جواهر البخاري.
يبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرض بعينيه فزال نورهما بنعيم دائم وعز مقيم، وأن الله تعالى اختار له الأصلح والأحسن والفوز بدخول الجنة، فليصبر وليحتسب وليرض ليدرك هذا الأجر.
(٢) شكر فعلي هذا ورضي وسبح واستغفر وأكثر من الطاعة: أي إذا قرن فقد عيني العبد برضاه وعدم سخطه وشكر ربه عوضه الله خيراً منهما بالجنة، ففيه الترغيب باستقبال المرض بالصبر وتحمل ألمه، والترهيب من الضجر والسآمة والملل والصخب والشكوى والسخط خشية حصول المرض، ووقوعه بلا أجر فيخسر المريض دنياه وآخرته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

<<  <  ج: ص:  >  >>