للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن المبارك عن هذا الوجه عنه انتهى، وروي أحمد وابن ماجه المرفوع منه عن عبد الله ابن المؤمل: أنه سمع أبا الزبير يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول فذكره، وهذا إسناد حسن.

٦ - وعن السَّائب رضي الله عنه أنَّه كان يقول: اشربوا من سقاية العبَّاس (١) فإنَّه من السُّنَّة. رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده رجل لم يسمَّ، وبقيته ثقات.

(ترهيب من قدر على الحج فلم يحج)

(وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج)

١ - رُوي عنْ عليٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ ملكَ زاداً وراحلةً تُبَلِّغه إلى بيت الله الحرام (٢) فلمْ يحجَّ فلا عليه أن يموت يهوديا، أوْ نصرانيا، وذلك أنَّ الله يقول: ولله على الناس حجُّ البيت من استطاع إليه سبيلاً. رواه الترمذي والبيهقي من رواية الحارث عن عليّ، وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

٢ - ورواه البيهقي أيضاً عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: منْ لم تَحْبِسْهُ حاجة ظاهرة، أو مرضٌ حابسٌ، أو سلطانٌ جابر (٣)،

ولم يحجهَ فليمتْ إن شاء يهودياً، وإن شاء نصرانيا.

٣ - وتقدَّم حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


(١) السقاية: إناء يشرب فيه.
(٢) معناه القادر على الحج، وتوفرت شروطه، ووجد ما ينفق منه يتزود، وراحلة توفر عليه مشقة السفر وجب عليه الحج وإلا انهدم ركن إسلامه، لا يبعد عليه سوء الخاتمة ويخشى من تهويده أو تنصيره، وما أقرب موتته على هذه الحال، لأنه مقصر في ركن الإسلام، لأنه مستطيع، والطريق مذللة معبدة، والأمن عم، وانتشر الرخاء والطمأنينة الآن، والحمد لله والشكر له.
(٣) معناه ثلاثة أعذار فقط ترخص للمستطيع الصبر على أداء الحج:
أ - عذر قاهر.
ب - أو مرض مانع.
جـ - ملك ظالم حرم الذهاب إلى الحج. فإذا ذهبت هذه فيجب على المستطيع أيحج، وإلا فياخيبته ويا ضيعته. يقرب من انقلاب حالته من إسلام إلى كفر، والله تعالى مقلب القلوب وفيه أن الحج يدل على حسن الخاتمة والسعادة والموت على الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>