للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - ورواه البخاري أيضاً والترمذي عن أنس أطول منه، وقال في آخره: فلمَّا أتاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كلِّ ركعةٍ؟ فقال: إنِّي أحبها، فقال حُبُّك إيَّاها أدخلك الجنَّة.

(قال الحافظ): وفي باب ما يقوله دبر الصلوات وغيره أحاديث من هذا الباب، وتقدم أيضاً أحاديث تتضمن فضلها في أبواب متفرقة.

[الترغيب في قراءة المعوذتين]

١ - عنْ عقبة بن عامرٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.


= قال: وقيل محبتهم له استقامتهم على طاعته، وقيل الاستقامة ثمرة المحبة، وحقيقة المحبة له ميلهم إليه لاستحقاقه سبحانه وتعالى المحبة من جميع وجوهها. أهـ ص ٩٦ جـ ٦.
قال القرطبي: اشتملت هذه السورة على اسمين من أسماء الله تعالى يتضمنان جميع أوصاف الكمال لم يوجدوا في غيرها مسور: وهما الأحد والصمد. لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف المال، وبيان ذلك أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال لأنه الذي انتهى إليه سؤدده فكان مرجع الطلب منه وإليه، ولايتم ذلك على وجه التحقيق رلا لمن حاز جميع خصال الكمال، وذلك لا يصلح إلا لله تعالى، فلما اشتملت هذه السورة على معرفة الذات المقدسة كانت بالنسبة إلى تمام المعرفة بصفات الذات وصفات الفعل ثلثا. أهـ.
وقال غيره: تضمنت هذه السورة توجيه الاعتقاد وصدق المعرفة، وما يجب إثباته لله من الأحدية المنافية لمطلق الشركة، والصمدية المثبتة له جميع صفات الكمال الذي لا يلحقه نقص، ونفى الولد والوالد المقرر لكمال المعنى، ونفى الكفء المتضمن لنفي الشبيه والنظير، وهذه مجاميع التوحيد الاعتقادي، ولذلك عدلت ثلث القرآن لأن القرآن خبر وإنشاء، والإنشاء أمر ونهي وإباحة، والخبر خبر عن الخالق وخبر عن خلقه فأخلصت سورة الإخلاص الخبر عن الله، وخلصت قارئها عن الشرك الاعتقادي، ومنهم من حمل المثلية على تحصيل الثواب.
فقال معنى كونها ثلث القرآن أن ثواب يحصل للقارئ مثل ثواب من قرأ ثلث القرآن. أهـ. فتح ص ٥٠ جـ ٩.
وفي البخاري باب قوله (الله الصمد) والعرب تسمى أشرافها الصمد. قال أبو وائل: هو السيد الذي انتهى سؤدده، وفي العيني أشار بهذا إلى أن المعنى الصمد عند العرب الشرف، ولهذا يسمون رؤساءهم الأشراف بالصمد، وعن ابن عباس: هو السيد الذي قد تكمل بأنواع الشرف والسؤدد، وقيل هو السيد المقصود في الحوائج. كفؤا، وكفيئا على وزن فعيل، وكفاء بالكسر على وزن وفعال بمعنى واحد، والكفؤ: المثل والنظير، وليس لله عز وجل كفو ولا مثيل، وقال الثعلبي: أي ليس له أحد كفوا. أهـ ص ٩ جـ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>