للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ألم تر آياتٍ أنزلت الليلة لمْ يرَ مثلهنَّ (١):

قل أعوذ بربِّ الفلقِ، وقُل أعوذ


(١) في زيادة الأجر وجليل الفائدة، إذ فيها الاستعاذة بالخالق رب الصبح. قال البيضاوي: وتخصيصه لما فيه من تغير الحال وتبدل وحشة الليل بسرور النور، ومحاكاة فاتحة يوم القيامة، والإشعار بأن من قدر أن يزيل به ظلمة الليل عن هذا العالم قدر أن يزيل عن العائذ به ما يخالفه، وفيها الاستعاذة به سبحانه من جميع خلقه الإنس والجن، وإحراق النار وإهلاك السموم، والكفر، والظلم (غاسق) ليل عظيم ظلامه (وقب) دخل ظلامه في كل شيء (النفاثات) السواحر، أو النساء السواحر اللاتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها، والنفث النفخ مع ريق، وتخصيصه لما روي أن يهوديا سحر النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى عشرة عقدة في وتر دسه في بئر فمرض النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت المعوذتان، وأخبره جبريل عليه الصلاة والسلام بموضع السحر فأرسل عليا رضي الله عنه فجاءه به فقرأهما عليه فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد بعض الخفة، ولا يوجد ذلك صدق الكفرة في أنه مسحور لأنهم أرادوا به أنه مجنون بواسطة السحر، وقيل المراد بالنفث في العقد إبطال عزائم الرجال بالحيل مستعاد من تليين العقد بنفث الريق ليسهل حلها، وإفرادها بالتعريف لأن كل نفاثة شريرة بخلاف كل حاسد وغاسق (حسد) أظهر حسده وعمل بمقتضاه. فإنه لا يعود ضرر منه قبل ذلك إلى المحسود، بل يخص به لاغتمامه بسروره وتخصيصه. لأنه العمدة في إضرار الإنسان بل الحيوان غيره (رب الناس) استعاذ من المضار البدنية، والأضرار التي تعم الإنسان وغيره، وكذا استعاذ بالأضرار التي تعرض للنفوس البشرية فإنه سبحانه يملك أمور الناس ويستحق عبادتهم (الوسواس) الوسوسة (الخناس) الذي عادته أن يتأخر إذا ذكر الإنسان ربه أهـ.
قال النووي: وفيه بيان عظم فضل هاتين السورتين ص ٩٦ جـ ٦، وعن أبي هريرة: الفلق جب في جهنم مغطى، وعن كعب: الجب بيت في جهنم إذا فتح صاح أهل النار من شر حره، وفي البخاري، ويذكر عن ابن عباس: الوسواس إذا ولد المولود خنسه الشيطان. فإذا ذكر الله عز وجل ذهب، وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه. خنسه: أخره، وأزاله عن مكانه لشدة نخسه، وطعنه في خاصرته. أهـ عيني ص ١١ جـ ٢٠.
والمعوذات: الإخلاص، والفلق، والناس، وفي الفتح، وقد أخرج أصحاب السنن الثلاثة، وأحمد وابن خزيمة وابن حبان من حديث عقبة بن عامر. قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، تعوذ بهن فإنه لم يتعوذ بمثلهن، وفي لفظ: اقرأ المعوذات دبر كل صلاة فذكرهن. أهـ ص ٥١ جـ ٩، وفي البخاري حديثا السيدة عائشة رضي الله عنها.
أ - (كان إذا اشتكى صلى الله عليه وسلم يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلماذا اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها).
ب - (كان صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات) أهـ.
وتقدمت أسماء السور: الكهف. الملك. يس. البقرة. آل عمران، ولنذكر لك غيرها: آية الكرسي. (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم).
(سورة الزلزلة)
(إذا زلزلت الأرض زلزالها. وأخرجت الأرض أثقالها. وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها. بأن ربك أوحى لها. يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). =

<<  <  ج: ص:  >  >>