للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب، وليس إسناده بمتصل. خالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل.

[الترهيب من ارتكاب الصغائر والمحقرات من الذنوب والإصرار على شيء منها]

١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد إذا أخطأ (١) خطيئةً نكتتْ في قلبهِ نُكتةً (٢) سوداء، فإن هو نزعَ واستغفر صقُلَتْ (٣) فإن عاد زيدَ فيها حتى تعلو قلبهُ، فهو الرانُ الذي ذكر الله تعالى (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) " رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه، والحاكم من طريقين قال في أحدهما: صحيح على شرط مسلم.

[النكتة] بضم النون وبالتاء المثناة فوق: هي نقطة شبه الوسخ في المرآة.

٢ - وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم ومُحَقَّرَاتِ الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يُهْلِكْنَهُ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلاً كمثلِ قومٍ نزلوا أرضَ فلاةٍ، فحضر صنيعُ القومٍ، فجعل الرجل ينطلقُ فيجئ بالعودِ، والرجلُ يجيء بالعود حتى جمعوا سواداً،


= فمن عفي له ... " (فمن عفي له): عن جنايته (من): جهة (أخيه): يعني ولي الدم وذكره بلفظ الأخوة الثابتة بينهما من الجنسية والإسلام (شيء فاتباع): أي فليكن اتباع أو فالأمر اتباع، والمراد به وصية العافي بأن يطلب الدية بالمعروف فلا يعنف المعفو عنه بأن يؤديها بالإحسان وهو أن لا يمطل ولا يبخس. وفيه دليل على أن الدية أحد مقتضى العمد وإلا لما رتب الأمر بأدائها على مطلق العفو (تخفيف) تسهيل ونفع (اعتدى): قتل بعد العفو وأخذ الدية (القصاص): تنفيذ الحدود سبب حياة النفوس وإتمام النظام واستتباب الأمن يا أصحاب العقول الكاملة.
(ز) وقال تعالى: "ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير" (٦٠ - ٦١ من سورة الحج).
(١) فعل ذنباً.
(٢) تركت في قلبه نقطة.
(٣) انجلت وظهرت ونظفت.

<<  <  ج: ص:  >  >>