للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترغيب في انتظار الصلاة بعد الصلاة]

١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لايزال أحدكم في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة. رواه البخاري في أثناء حديث، ومسلم.

٢ - وللبخارى: إن أحدكم في صلاةٍ مادامت (١) الصلاةُ تحبسه، والملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ما لم يقم من مصلاهُ أو يُحْدِثْ.

٣ - وفي رواية لمسلم وأبي داود قال: لا يزال العبد في صلاةٍ ما كان في مصلاه (٢) ينتظر الصلاة، والملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يُحْدِثْ. قيل: وما يُحْدِث؟ قال: يفسُو (٣)، أو يضرُطُ. رواه مالك موقوفاً عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه سمع أبا هريرة يقول:


= قال البيضاوى: أي قرناهم بأزواج حور، ورفقاء مؤمنين، وجعلنا ذرياتهم تابعين لهم في الإيمان. وما نقصناهم بهذا الإلحاق. من ألت بألت: أي نقص فإنه كان يحتمل أن يكون بنقص مرتبة الآباء، أو بإعطاء الأبناء بعض مثوباتهم، ويحتمل أن يكون بالتفضل عليهم، وهو اللائق بكمال لطفه، والكل مرهون بعمله عند الله تعالى فإن عمل صالحاً فكه، وإلا أهلكه. نسأل الله السلامة، ثم وصف الله جل وعلا ما أعده للصالحين: (وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون * يتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم * ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالو إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوهم هو البر الرحيم) ٢٩ من سورة الطور. صدق الله العظيم .. أعلمت شيئا من نعيم للصالحين؟ وقارنه بمتاعب الدنيا ومصائبها وآلامها تجد المغفل الجاهل الغر الذى لا يعمل صالحاً لله وأمامه الكتاب والسنة ولايتبع أوامرهما. يتعاطى الصالحون وجلساؤهم الفواكه، واللحوم، والشراب العذاب الخالى من السموم، وخدمهم مماليك كالدرر المصون في الصدف من بياضهم وصفائهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: والذى نفسى بيده إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) يسأل بعضهم بعضاً عن أحواله وأعماله فيجيبون: كنا في الحياة خائفين من عصيان الله معتنين بطاعته، أو وجلين من العاقبة فمن الله علينا بالرحمة والتوفيق ووقانا عذاب النار النافذة في المسام نفوذ السموم. إنا كنا في الدنيا نعبده ونخشاه ونسأله الوقاية إنه هو البر المحسن كثير الرحمة.
(١) الذى يجلس على مكان طاهر، وهو متوضئ، وينتظر الصلاة القادمة كأنه في عبادة وطاعة وذكر مدة انتظاره مالم ينتقض وضوؤه أو يخرج.
(٢) مدة وجوده في الصلاة.
(٣) يخرج من دبره ريح بلا صوت أو له صوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>