للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكر]

١ - عن الحارث الأشعرى رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن الله امر يحيى بن زكريا (١) بخمس كلماتٍ أن يعمل بها، ويأمر بنى إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد (٢) أن يُبطئ بها. قال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلماتٍ لتعمل بها، وتأمر بنى إسرائيل أن يعملوا بها. فإما أن تأمرهم، إما أن آمرهم، فقال يحيى: أخشى (٣) إن سبقتنى بها أن يُخسف بى، أو أُعذب، فجمع الناس في بيت (٤) المقدس


= في أوقاتها عسى أن تربح وتنجح وتفلح وتفوز، وتدرك رحمة الله. قال تعالى:
أ - (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذى كانوا يعملون) ٧.
ب - (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) ٩.
جـ - (أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين) ١١ من سورة العنكبوت وجمع بين الإيمان والعمل الصالح، والصلاة عماد الصلاح، وإن الله تعالى خاطب محمداً صلى الله عليه وسلم بالاستقامة وطلب اتباع الدين القويم وطلب من أمته الإقبال على تعاليمه والاهتمام بتنفيذ أوامره واجتناب مناهيه، وتجد ياأخى تصريحاً في ذلك (وأقيموا الصلاة) قال تعالى:
(فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ٣٠ منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ٣١ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون) ٣٢ من سورة الرو: أي خلق الله الناس على الفطرة، وهى قبولهم للحق وتمكنهم من إدراكه، أو ملة الإسلام، فإنهم لو خلوا وما خلقوا عليه أدى بهم إليها، وقيل العهد المأخوذ من آدم وذريته (ذلك الدين القيم) المستقيم الذى لا عوج فيه (فأقم) الآية خطاب للرسول ولأمته (منيبين إلي) راجعين إليه او منقطعين إليه، وقد صدرت بخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيما له. وقال تعالى: (من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون ٤٤ ليجزى الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين) ٤٥ من سورة الروم. كفره وباله (يمهدون) أي يسوو منزلا في الجنة.
(١) ابن الذى كفل السيدة مريم ورباها أحسن تربية، وزوجه عليه السلام أخت مريم. وفي كتاب (المنهج السعيد) أن سيدنا زكريا عليه السلام عاصر ابن ماتان الذى هو جد السيدة مريم، وتزوج بنته إيشاع أخت عمران أبى مريم، وأم مريم حنة بنت فاقوذا كانت تستظل تحت شجرة، فرأت طائراً يطعم فرخه فحنت إلى ولد وتمنته، فقالت: أللهم إن لك على نذرا إن رزقتنى ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من خدمه فحملت بمريم، وهلك عمران، ولما ولدتها لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد فتنافسوا فيها، فقال زكريا أنا أحق بها عندى خالتها أهـ ص ١٢٤، ويحيى وعيسى عليهما السلام كانا في عصر واحد وهما نبيان ورسولان.
(٢) قرب أن يتأخر عن تنفيذ أمر الناس.
(٣) أخاف يا عيسى أن أعد مقصراً في الرسالة فيقلب الله الأرض بى أو يعذبنى، فانتظر رعاك الله حتى أصدع بما أمر.
(٤) مكان بالشام محترم يهرع إلى تقديسه المسلمون إلى الآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>