للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فمبلغ العلم فيه أنه بشر ... وأنه خير خلق الله كلهم
بشرى لك يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فأعطاك الله ثمرات أديان الأنبياء صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وجعل سبحانه الصلاة مفتاح العبادة والطاعة والرضا، وأنها سبب رفع الدرجات، وزيادة الحسنات والأرزاق. قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ٦٩ من سورة المائدة. اليهود أتباع سيدنا موسى، والصابئون الذين صبوا إلى اتباع الشهوات ولم يتبعوا شرعا ولا عقلا، والنصارى: أتباع سيدنا عيسى عليهما السلام: أي إن صح من هؤلاء الإيمان والعمل الصالح يتب الله عليهم ويرحمهم، وقد نهى سبحانه وتعالى عن موالاة الكفرة والفسقة، وطلب من المسلمين أن يوالوا المصلين، والآن المطلوب من المؤمنين الصلاة عسى أن يدركوا مغفرة الله تعالى.
فقال جل شأنه:
أ - (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) ٥٥ من سورة المائدة، راكعون. أي مخشعون في صلاتهم وزكاتهم، أو يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصا على الإحسان ومسارعة إليه، وأنها نزلت في الإمام على رضي الله عنه حين سأله سائل، وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه، ولعله جئ بلفظ الجمع لترغيب الناس فى مثل فعله فيندرجوا فيه، ووعد سبحانه أن موالاة المؤمنين سبب النصر والفوز لأن المؤمنين حزب الله، وحزب الله هم الغالبون تنويها بذكرهم، وتعظيما لشأنهم، وتشريفاً لهم بهذا الاسم وتعريضا لمن يوالى غير هؤلاء بأنه حزب الشيطان أهـ بيضاوى ص ١٨١.
ب - (ثم ننجى رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننجى المؤمنين): أي نهلك الأمم العاصية الكافرة وننجى الأنبياء والمرسلين، ومن أجابهم، وعمل بتعاليمهم. وأقام الصلاة.
ياأخى: إن الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ليبشر المصلين المزكين وجعل هاتين الخلتين دليل الإيمان للغاضة أبصارهم النقية قلوبهم السليمة أكفهم.
جـ - قال تعالى: (تلك آيات الله وكتاب مبين ١ هدى وبشرى للمؤمنين ٢ الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ٣): أي هؤلاء الذين يؤمنون ويعملون الصالحات من صلاة وزكاة هم المؤمنون بالآخرة، فان تحمل المشاق إنما يكون لخوف العاقبة والوثوق على المحاسبة أهـ بيضاوى يؤدون الصلاة لعلمهم أن الله أمر بها، وأوصى بالمحافظة عليها رجاء ثواب الآخرة بعد الموت، وكان من عليها فان، فكأن تارك الصلاة يجحد بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون ٤ أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون ٥ وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) ٦ من سورة النمل.
وإن تارك الصلاة كسلا قد يؤمن بالآخرة، ولكن تسويفه من الأعمال القبيحة التى تزين له عدم إقامة الصلاة (زينا لهم أعمالهم) أي زين لهم أعمالهم القبيحة بأن جعلها مشتهاة للطبع محبوبة للنفس، أو الأعمال الحسنة التى وجب عليهم أن يعملوها بترتيب المثوبات عليها (فهم يعمهون) عنها لا يدركون ما يتبعها من ضر أو نفع (أولئك الذين لهم سوء العذاب) كالقتل والأسر يوم بدر، وأشد الناس خسرانا لفوات المثوبة واستحقاق العقوبة. أهـ بيضاوى ص ٥٢٨. وسوء العذاب الآن ضيق الرزق، وقلة البركة والشقاء.
هؤلاء الكفار كانوا يحاربون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزين لهم الشيطان عداءه ومحاربته، فباءوا بالهزيمة، ورجعوا بالخيبة واندحروا، وخسروا ثواب الله لو اتبعوه: والآن تارك الصلاة يخسر ضياع الزمن في كسل ولهو ولغو، ويهمل في حق الله، ولا يضمن طول عمره حتى يؤدى ما عليه، فعليك أخى بتأدية الصلاة =

<<  <  ج: ص:  >  >>