للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترغيب في الاستغفار]

١ - عن أبي ذرٍ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله عزَّ وجلَّ: يا ابن (١) آدم كلكم مذنبٌ (٢) إلا من عافيت (٣) فاستغفروني (٤) أغفر لكمْ، وكلكمْ فقيرٌ إلا من أغنيت فأسألوني (٥) أعطكمْ وكلكمْ ضالٌ (٦) إلا من هديت (٧)، فأسألوني الهدي (٨)

أهدكمْ، ومن استغفرني، وهو يعلم أني ذو قدوة على أن أغفر له غفرت له ولا أبالي، ولوْ أنَّ أوَّلكم وآخركم، وحيَّك وميتكم ورطبكمْ ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى رجلٍ واحدٍ منكم ما نقص من ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضةٍ، ولوْ أنَّ أوَّلكمْ وآخركمْ، وحيَّكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على اتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم ما زادوا في سلطاني


= واتصاف الرسل عليهم الصلاة والسلام، بالصدق، والأمانة، والتبليغ. والفطانة الخ. أهـ من النهج السعيد في علم التوحيد ص ٨٧.
قال تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين وللمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم) ١٩ من سورة محمد صلى الله عليه وسلم.
أي إذا علمت سعادة المؤمنين، وشقاوة الكافرين فاثبت على ما أنت عليه من العلم بالوحدانية وتكميل النفس باصلاح أحوالها وأفعالها، وهضمها بالاستغفار لذنبك (وللمؤمنين والمؤمنات) ولذنوبهم بالعاء لهم، والتريض على ما يستدعي غفرانهم. وفي إعادة الجار، وحذف المضاف إشعار بفرط احتياجهم وكثرة ذنوبهم وأنها جنس آخر، فإن الذنب له ما له تبعة ما يترك بالأولى (متقلبكم) في الدنيا فانها مراحل لابد من قطعها (ومثواكم) في العقبى فإنها دار إقامتكم فاتقوا الله واستغفروه وأعدوا لمعادكم. أهـ بيضاوي ص ٧٠٢.
اللهم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمدا رسول الله صلى الله فتجل علينا بالرضوان، ومدنا بالاحسان والغفران ووفقنا وأصلح أحوالنا إنك غفور رحيم قدير.
(١) يا ابن: كذا د وع ص ٥٣٧، وفي ن ط: يا بني، وفي ن د: فقراء، مازاروني.
(٢) مرتكب إثما، ومقصر في حقوق الله إزاء ما أنعمت عليه وغمرته ياحساني.
(٣) سامحت.
(٤) اطلبوا مني المغفرة والعفو: أي أكثروا من الدعاء بطلب الهداية والإقالة من الذنوب. عسى أن أرحمكم وأقبل عملكم وأثيبكم.
(٥) اطلبوا مني قضاء حاجاتكم أجبكم إلى ما تدعون.
(٦) حائد عن الطريق المستقيم: أي غير موفق إلى الصواب إلا من أرشدته وعصمته، ويقال الضلال لكل عدول عن النهج السوي، عمدا كان أو سهوا يسيرا كان أو كثيرا، وفي قوله تعالى: (ووجدك ضالا فهدى) أي غير مهتد لما سيق إليك من النبوة. والمعنى الإنسان يستلهم السداد من الله، ويلجأ إلى تعاليم أحكام كتابه العزيز رجاء أن يوفق إلى الحكمة.
(٧) وفقت: أي خلقت فيه قدرة الطاعة ليسلك الصراط المستقيم، وأعماله تكون مسددة صائبة.
(٨) اطلبوا مني التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>