للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل جناح بعوضةٍ، ولوْ أنَّ أوَّلكمْ وآخركمْ، وحيَّكمْ وميتكمْ ورطبكمْ ويابسكمْ سألوني حتى تنتهي مسألة كلِّ واحد منهم فأعطيتهم ما سألوني ما نقص دائما مما عندي كمغرز إبرةٍ (١) لو غمسها أحدكمْ في البحر، وذلك أني جواد (٢) ماجد (٣)

واحد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كنْ فيكون. رواه مسلم والترمذي وحسنه، وابن ماجه والبيهقي واللفظ له وفي إسناده شهر ابن حوشب، وإبراهيم بن طهمان، ولفظ الترمذي نحوه إلا أنه قال: يا عبادي: ويأتي لفظ مسلم في الباب بعده إن شاء الله.

٢ - وعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: يا ابن آدم إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لوْ ذنوبك عنان السماء، ثمَّ استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم: إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثمَّ لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرةً. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

(العنان) بفتح العين المهملة: هو السحاب. (وقراب الأرض) بضم القاف: ما يقارب ملأها.

٣ - وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال إبليس: وعزَّتك لا أبرح أغوي (٤) عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال:


(١) مكان تثبيتها في النسيج: أي طرفها الذي يوضع فيه الخيط، والمعنى شيء قليل جدا لا قيمة له.
(٢) كريم محسن.
(٣) عزيز عظيم المجد في الأعالي.
وفي كتابي (مختار الامام مسلم شرح النووي) (كلكم ضال) وصفهم بما كانوا عليهم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم لو تركوا وما في طباعهم من إيثار الشهواته والراحة وإهمال النظر لضوا، وفي الحديث (كل مولود يولد على الفطرة) فالمهتدي من هداء الله وبهدي الله اهتدى وبارادة الله تعالى ذلك وأنه سبحانه وتعالى إنما أراد هداية بعض عباده وهم المهتدون ولم يرد هداية الآخرين ولو أرادها لاهتدوا. الله أهدنا ووفقنا ص ٤٤٢ جـ ٢.
معنى الحديث: يطلب ربك جل وعلا أن تلجأ إليه سبحانه بالتوبة والندم على ما فعلت وتكثر من الاستغفار وتثق بأنه عز شأنه الرزاق المعطي فتسأله وحده جل وعلا وتتوجه إليه بالذل والانكسار وتطلب منه الهداية وتعتقد أنه تعالى على كل شيء قدير لاتنفذ خزائنه ولا ينقص منها شيئ مهما أعطى صبحانه (جواد ماجد. عطائي كلام وعذابي كلام) معناه: قدرتي تامة وإردتي نافذة عند الأمر كن فيكون لا عجز ولا فقر ولا تقصير سبحانه عظمت قدرته، وجلت إرادته لا يمنعه مانع ولا يصده صاد.
(٤) أضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>