وإن من خص اللئيم بالندى ... وجدته كمن يربي أسدا وليس في طبع اللئيم شكر ... وليس في أصل الدنيء نصر وإن من ألزمه وكلفه ... ضد الذي في طبعه ما أنصفه كذاك من يصطنع الجهالا ... ويؤثر الأرذال والأنذالا لو أنكم أفاضل أحرار ... ما ظهرت بينكم الأسرار وللإمام علي الرضا: من أظهر الناس على سره ... يستوجب الكي على مقلته من مازح الناس استخفوا به ... وكان مذموماً على مزحته كن عن جميع الناس في معزل ... قد يسلم المعزول في عزلته ولصلاح الدين الصفدي: واستشعر الحلم في كل الأمور ولا ... تسرع ببادرة يوماً إلى رجل وإن بليت بشخص لا خلاق له ... فكن كأنك لم تسمع ولم يقل ولا تمار سفيهاً في محاورة ... ولا حليماً لكي تقصى عن الزلل ولا يغرنك من يبدي بشاشته ... إليك خدعاً فإن السم في العسل وإن أردت نجاحاً في كل آونة ... فاكتم أمورك عن حاف ومنتعل ولعمر بن الوردي: في ازدياد العلم إرغام العدا ... وجمال العلم إصلاح العمل أنا لا أختار تقبيل يد ... قطعها أجمل من تلك القبل ملك كسرى تغني عنه كسرة ... وعن البحر اجتزاء بالوشل اطرح الدنيا فمن عاداتها ... تخفض العالي وتعلى من سفل عيشة الراغب في تحصيلها ... عيشة الجاهل فيها أو أقل كم جهول بات فيها مكثرا ... وعليم بات منها في علل قد يسود المرء من دون أدب ... وبحسن السبك قد ينفي الزغل قيمة الإنسان ما يحسنه ... أكثر الإنسان منه أم أقل بين تبذير وبخل رتبة ... وكلا هذين إن زاد قتل ليس يخلو المرء من ضد ولو ... حاول العزلة في رأس جبل آيات الترغيب في معاشرة الأخيار والترهيب من مخالطة الأشرار أ - قال تعالى: [وإذا رأيت الذي يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (٦٨) وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون] (٦٩) من سورة الأنعام. =