للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورجل يسيل فُوهُ قيحاً ودماً، ورجلٌ يأكل لحمهُ، قال فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى، فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس ما يجد لها قضاء أو وفاء، ثم يقال للذى يجُرُّ أمعاءَهُ ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى، فيقول: إن الأبعد كان لا يبالى أن أصاب البول منه لا يغسله. وذكر بقية الحديث. رواه ابن أبى الدنيا في كتاب الصمت، وكتاب ذمّ الغيبة، والطبراني في الكبير باسناد لِّين وأبو نعيم وقال: شفىّ بن ماتع مختلف فيه، فقيل له صحبة: ويأتى الحديث بتمامه في الغيبة إن شاء الله تعالى.

١١ - وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا (١) البول فإنه أول ما يُحاسب به العبد في القبر. رواه الطبراني في الكبير أيضاً بإسناد لا بأس به.

الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة، وما جاء في النهى عن ذلك

١ - عن جابر رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر (٢) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته (٣) الحمِّامَ. رواه النسائي وحسنه، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.

٢ - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله قال: ستفتح عليكم أرض العجم (٤)، وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات فلا يدخلنَّها الرجالُ


(١) الأبعد: كناية عن حقارته وذلته.
- احذروا نجاسة البول.
خلاصة معنى الباب
إن كشف العورة معصية كبيرة تسبب عذاب القبر، فلا بد من التستر عند قضاء الحاجة مع التحرز من النجاسة والانقاء والاستبراء، وفيه زيارة القبور سنة، ووضع شئ أخضر عليها، وفي هذا الباب لفت نظر أهل المدنية الحديثة أن يعتنوا بالنظافة من البول، وإلا تمرض العيون، وينسخ اللباس في الدنيا، وبعد موته يعذب في القبر عذابا أليما، وهذا خبر الصادق المصدق صلى الله عليه وسلم، وفيه أن الطهارة مرضاة للرب مجلبة للبر مكسبة للخير سبب النعيم؛ نسأله الله التوفيق.
(٢) إزار يستر عورته وركبتيه إلى سرته.
(٣) زوجته.
(٤) غير المسلمين، وفيه إشارة إلى كثرة فتوح المسلمين، وإقداق الخير عليهم واتساع رقعة الاسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>