للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترغيب في الضيافة وإكرام الضيف، وتأكيد حقه

وترهيب الضيف أن يقيم حتى يؤثم أهل المنزل

١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه (١)، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمهُ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" رواه البخاري ومسلم.

٢ - وعن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنها قال: "دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألم أُخْبَرْ أنك تقومُ الليل، وتصومُ النهار؟ قلتُ بلى، قال فلا تفعل، قُمْ وَنَمْ وأفْطِرْ، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينكَ عليك حقاً، وإن لِزَوْرِكَ عليك حقاً، وإن لزوجكَ عليك حقاً" الحديث رواه البخاري واللفظ له، ومسلم وغيرهما.

[وقوله: وإن لزورك عليك حقاً]: أي وإن لزوَّارك وأضيافك عليك حقاً، يقال للزائر: زور بفتح الزاي سواء فيه الواحد والجمع.

٣ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني مَجْهُودٌ، فأرْسَلَ إلى بعض نسائهِ، فقالت: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسلَ إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قُلنَ كُلهنَّ مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال: من يُضِيفُ هذا الليلةَ رحمه الله، فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رَحْلِهِ فقال لامرأتهِ: هل عندك شيء؟


(١) فليقدم له واجبه من صنوف ما عنده من النعم، لأن الإيمان بالله يدعوه إلى الجود والسخاء والبذل معتقداً أن الله مخلف قال تعالى: "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" (٣٩ من سورة سبأ). وسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، قال الله تعالى: "ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة" (من سورة هود).

<<  <  ج: ص:  >  >>