للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النسائي: ليس بالقويِّ، وقد قال كل من وقفت على كلامه من أهل اللغة: إن المراد بقوله: يُبْعَثُ في ثِيَابِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا، أي في أعماله قال الهروي: وهذا كحديثه الآخر يُبْعَثُ الْعَبْدُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ، قال: وليس قول من ذهب إلى الأكفان بشيء، لأن الميت إنما يكفن بعد الموت، انتهى.

[قال الحافظ]: وفعل أبي سعيد راوي الحديث يدل على إجرائه على ظاهره، وان الميت يبعث في ثيابه التي قبض فيها، وفي الصحاح وغيرها أن الناس يبعثون عراة كما سيأتي في الفصل بعده إن شاء الله، فالله سبحانه أعلم.

فصل

في الحشر وغيره

١١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّكُمْ مُلاقُو الله حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً.

زاد في رواية: مُشَاةً.

إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا

١٢ - وفي رواية قال: قامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلى اللهِ حُفَاةً (١) عُرَاةً (٢) غُرْلاً (٣) [كما بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ (٤) وَعْداً (٥) عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (٦)]. أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلائِقِ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَلاَ وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ؟ فَأَقُولُ كما قالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: وَكُنْتُ


(١) أقدامهم عارية بلا نعال.
(٢) أجسامهم ظاهرة.
(٣) جمع الأغرل، وهو الأقلف، والغرلة: القلفة أهـ نهاية.
(٤) أي مثل الذي بدأناه نعيده، وبدء الخلق إيجاده، أي فكما أوجده أولاً يعيده ثانياً، تشبيهاً للإعادة بالإبداء.
(٥) وعداً كائناً علينا لا محالة.
(٦) أي محققين هذا الوعد فاستعدوا له وقدموا صالح الأعمال للخلاص من هذه الأهوال.

<<  <  ج: ص:  >  >>