(٢) في باب شرب السم والدواء به وما يخاف منه. والخبيث: أي الدواء الخبيث قال وكأنه يشير بالدواء السم إلى ما ورد من النهي عن التداوي بالحرام، وقد تقدم حديث: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم" ثم قال يجوز استعمال اليسير من السم إذا ركب معه ما يدفع ضرره إذا كان فيه نفع، أشار إلى ذلك ابن بطال، وقد أخرج ابن أبي شيبة وغيره أن خالد بن الوليد لما نزل الحيرة قيل له احذر السم لا تسقيكه الأعاجم فقال ائتوني به فأتوه به فأخذه بيده، ثم قال باسم الله واقتحمه فلم يضره. قال الخطابي خبث الدواء يقع بوجهين: أحدهما من جهة نجاسته كالخمر ولحم الحيوان الذي لا يؤكل، وقد يكون من جهة استقذاره فيكون كراهته لإدخال المشقة على النفس. أهـ. (٣) يخبر صلى الله عليه وسلم أن الذي يقدم على الانتحار فيقتل نفسه بسكين أو بتناول مادة سامة أو التعمد أن يرمي نفسه من شاهق مثل جبل أو شجرة أو نافذة أو سطح أو خنق نفسه أو ضرب نفسه برصاص، وهكذا من أفعال السفهاء الجهلاء التي يأباها الدين ويقبحها العقل يعاقبه الله تعالى عقاباً صارماً ويجعل نوع عذابه من جنس فعلته الشنعاء فيخلق الله له حديدة أو سماً أو يهوي في قاع جهنم مستمراً على ذلك زمناً كثيراً مخلداً دائماً كما قال صلى الله عليه وسلم، قال في الفتح وأولى ما حمل عليه الحديث ونحوه من أحاديث الوعيد أن المعنى المذكور جزاء فاعل ذلك إلا أن يتجاوز الله تعالى عنه. أهـ. (٤) ينزل من جهة مرتفعة، وفي النهاية اقتحم الإنسان الأمر العظيم وتقحمه إذا رمى نفسه فيه من غير روية وتثبت.