للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جزاء من قتل نفسه

٣ - وعن الحسن البصري قال: "حدثنا جُندبُ بن عبد الله في هذا المسجد، فما نسينا منه حديثاً، وما نخاف أن يكون جُندبٌ كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان برجلٍ جراحٌ، فقتل نفسه، فقال الله: بَدَرَني (١) عبدي نفسه، فَحَرَّمْتُ عليه الجنة".

٤ - وفي رواية: "كان فيمن قبلكم رجلٌ به جُرْحٌ فَجَزِعَ، فأخذ سكيناً، فَحَزَّ (٢) بها يدهُ، فما رَقَأ الدمُ حتى مات، فقال الله: بادرني عبدي بنفسه" الحديث. رواه البخاري ومسلم، ولفظه قال: "إن رجلاً كان ممن كان قبلكم خرجت بوجهه قُرحة فلما آذتهُ انتزعَ سهماً من كنانتهِ فنكأها، فلم يرقأ الدمُ حتى مات. قال ربكم: قد حرمتُ عليه الجنة (٣) ".

[رقأ] مهموزاً: أي جف وسكن جريانه.

[الكنانة] بكسر الكاف: جعبة النشاب.

[نكأها] بالهمز: أي نخسها وفجرها.

٥ - وعن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه "أن رجلاً كانت به جراحةٌ فأتى قَرَناً له، فأخذ مِشْقَصاً فذبحَ به نفسهُ، فلم يُصَلِّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم " روه ابن حبان في صحيحه.

[القرن] بفتح القاف والراء: جعبة النشاب.

[والمشقص] بكسر الميم وسكون الشين المعجمة، وفتح القاف: سهم فيه نصل عريض


(١) أسرع وسبقني بنفسه في حالة غضب. بدر وبادر.
(٢) فقطع.
(٣) أبعدته من نعيم الجنة، لأنه يئس من رحمة الله وقنط ودل على جهله وغفلته عن الله الذي يشفي ويزيل الألم ويبعد الكرب ويفك العسر فكم مريض شفى بعد مرضه.
(أ) قال تعالى: "لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" (٨٧ من سورة يوسف).
(ب) وقال تعالى: "ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" (٥٦ من سورة الحجر).
(جـ) وقال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" (٥٣ من سورة الزمر).
(د) وقال تعالى: "وإذا مسه الشر فيئوس قنوط" (٤٩ من سورة فصلت).

<<  <  ج: ص:  >  >>