(٢) واثقون جازمون ملتجئون إلى كريم يده ملأى سحاء الليل والنهار، لا تغيضها نفقة؟ وفيه الشعور بالحاجة وعظيم قدرة المجيب سبحانه قال تعالى: أ - (أدعو ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ٥٥ ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين) ٥٦ من سورة الأعراف. ب - (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز ٢ يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض، لا إله إلا الله هو فأني تؤفكون) ٣ من سورة فاطر (من رحمة) كنعمة وأمن، وصحة وعلم ونبوة (فلا ممسك لها) يحبسها (وما يمسك فلا مرسل له) يطلقه، واختلاف الضميرين، لأن الموصول الأول مفسر بالرحمة، والثاني مطلق يتناولها ومغضب وفي ذلك إشعار بأن رحمته سبقت غضبه (العزيز) الغالب على ما يشاء ليس لأحد أن ينازعه فيه (الحكيم) لا يفعل إلا بعلم وإتقان (اذكروا نعمة الله) احفظوها بمعرفة حقه والاعتراف بها وطاعة موليها. (٣) دعاء كذا ط وع ص ٤٥٩ وفي ن د: دعاء، قال تعالى: (ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا) أي ويدعو الله تعالى عند غضبه بالشر على نفسه وأهله وماله، أو يدعوه بما يحسبه خيراً، وهو شر (دعاءه بالخير) مثل دعائه بالخير (عجولا) يسارع إلى كل ما يخطر بباله لا ينظر عاقبته. وقيل: المراد آدم عليه الصلاة والسلام، فإنه لما انتهى الروح إلى سرته ذهب لينهض فسقط، وروي أنه عليه السلام دفع أسيرا إلى سودة بنت زمعة فرحمته لأنينه فأرخت كتافه فهرب فدعا عليها بقطع اليد ثم ندم، فقال عليه السلام: اللهم إنما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي رحمة له فنزلت، ويحوز أن يراد بالإنسان الكافر، وبالدعاء استعجاله بالعذاب استهزاء كقول النضر بن الحارث: اللهم انصر خير الحزبين، اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية، فأجيب له فضرب عنقه صبرا يوم بدرا انتهى بيضاوي. (ما يقوله الداعي ليستجيب الله دعاءه من فقه أحاديث الباب) أولا: يفتتح بحمد الله جل وعلا ويناديه بأسمائه الحسنى (الأحد الصمد) (يا أرحم الراحمين) وهكذا من صبغ المدح والثناء والتعطف والإجلال. =