ثالثاً: كذا بعد أداء الصلوات والصدقات وفعل الخير (أي الدعاء أسمع). رابعاً: (يطلب برفق وعزيمة قوية واعتقاد ثابت بالإجابة (ما لم يعجل). خامساً: (يتجنب الانتقام والإيقاع بالمسلمين، وكذا أنواع المعاصي والأذى. سادساً: يكثر من السؤال، ولا يسأم ولا يمل، وينتظر فرج الله ونصره (ولا يستحسر). سابعاً: برفع يديه بخشوع وأدب ويحذر أن يرفع بصره جهة السماء، لأن الله تعالى في كل مكان (الله نور السموات والأرض). ثامناً: يستيقظ ويحضر قلبه في الدعاء ويترك السهو والاشتغال بغير مولاه (وأنتم موقنون). تاسعاً: يبعد من السخط وكثرة الغضب، وبذاءة اللسان، ورداءة الأقوال، والسخب والشقاق والنفور والدعاء على أسرته أو ماله (لا تدعوا على أنفسكم). عاشراً: يرضي والديه ويطلب دعاءهما، وكذا يرجو المسافر أن يدعو له يخير ويتجنب غضب المظلوم، فان دعوة الظالم لا ترد، وكثيرا ما تفنن الشعراء في النهي عن الظلم ومودة الظالمين: مخطئ من ظن يوما ... أن للظالم ديناً إن للظالم صدراً ... يشتكي من غير علة والخلاصة أن الدعاء لابد أن يسبقه طهارة، ووضوء وتذلل وخشوع، فبلقيس (قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت من سليمان لله رب العالمين) فقدمت تضرعها واعترفت بتقصيرها وأقرب بذنبها، وسيدنا موسى عليه السلام (قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ١٦ قال رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيراً للمجرمين) ١٧ من سورة القصص. أقر بذنبه واستغفر وأردف الاستغفار بالثناء على الله وتبجيله والاعتقاد الجازم أنه الغفور لذنوب عباده الرءوف بهم، ثم أقسم بإنعامك سبحانك على بالمغفرة لأتوبن، ولأكونن عضدا للمتقين، ومعينا للمحسنين، وسأكون عدواً لدوداً للمسيئين (فلن أكون) قال البيضاوي: أي بحق إنعامك على اعصمني فلن أكون معيناً لمن أدت معاونته إلى جرم. أو بما أنعمت على من القوة أعين أو لياءك، ولن أستعملها في مظاهرة أعدائك أهـ. ففيه التوبة والنية على الطاعة. (١) غير ذاكر ربه، وهو ناس حقوقه سبحانه، ومقصر في واجباته. (٢) ساه: أي قلبه مشتغل بغير الله، والمعنى أن المعاصي تكون سبب رد الدعاء، وذكر الله أدعى إلى الاجابة. فاتقوا الله عباد الله واستيقظوا واتركوا نسيان الطاعة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ١٨ ولا تكونوا كالذين نسوا الله نأساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) ١٩ من سورة الحشر، إن شاهدنا (نسوا الله) أي نسوا حقه نجعلهم سبحانه ناسين لها حتى لم يسمعوا ما ينفعها ولم يفعلوا ما يخلصها، أو أراهم سبحانه من الهول ما أنساهم أنفسهم ولم تجب دعوتهم (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة، أصحاب الجنة هم الفائزون) ٢٠ من سورة الحشر. يطلب منك النبي صلى الله عليه وسلم أن تحضر قلبك عند الدعاء وتشعر بالذل والخضوع لله، وتقدر عظمته وجلاله، ولا تجعل للغفلة على قلبك سبيلا، وللنسيان طريقاً.