للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيُشْرِفُ فَيُقَالُ لَهُ: مُلْكُكَ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ يَنْفُذُهُ بَصَرُكَ قالَ: فَقَالَ: لَهُ عُمَرُ: أَلاَ تَسْمَعُ مَا يُحَدِّثُنَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ يَا كَعْبُ عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً فَكَيْفَ أَعْلاهُمْ؟ قالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، فذكر الْحَديث. رواه ابن أبي الدنيا والطبراني من طرق أحدها صحيح واللفظ له والحاكم وقال: صحيح الإِسناد.

فصل

في ذكر الحساب وغيره

٣٦ - عَنْ أَبِي بُرْدَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ:


= واشفع تشفع. صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله. هأنذا أخلص لله النية والعمل ما استطعت فكن لي شفيعاً فالآن يرجف فؤادي وأدخر محبتك رجاء لهذا الوقت. وفي الغريب: الشفاعة الانضمام إلى آخر ناصراً له وسائلاً عنه، قال تعالى:
أ -[لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً (٨٧)] من سورة مريم.
ب -[لا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له الرحمن] من سورة طه.
جـ -[لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا (٣٨) ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا (٣٩)] من سورة عم.
هـ - وكما قال تعالى: [الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم (٥٦) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين (٥٧) والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقاً حسناً وإن الله لهو خير الرازقين (٥٨) ليدخلنهم مدخلاً يرضونه وإن الله لعليم حليم (٥٩)] من سورة الحج.
أرأيت أبدع من هذا؟ قتلوا في الجهاد في سبيل الله تعالى أو عملوا صالحاً ومات الإنسان المخلص حتف أنفه، قال البيضاوي: سوى في الوعد لاستوائهما في القصد وأصل العمل. روي "أن بعض الصحابة رضي الله عنهم قالوا يا نبي الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله تعالى من الخير ونحن نجاهد معك كما جاهدوا فما لنا إن متنا؟ فنزلت" أهـ.
و- وقال تعالى: [يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار (٤٨) وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد (٤٩) سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار (٥٠) ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب (٥١)] من سورة إبراهيم.
(وبرزوا) أي أحياهم الله من أجدائهم (لله) لمحاسبته ومجازاته (مقرنين) قرن بعضهم مع بعض بحسب مشاركتهم في العقائد والأعمال (سرابيلهم) قمصانهم من مادة ما يتحلب من الأبهل فيطبخ فيهنأ به الإبل الجربى فيحرق الجرب بحدته وهو أسود منتن تشتعل فيه النار بسرعة تطلى به جلود أهل النار حتى يكون طلاؤه لهم كالقمص ليجتمع عليهم لذع القطران ووحشة لونه ونتن ريحه مع إسراع النار في جلودهم، على أن التفاوت بين القطرانين كالتفاوت بين النارين، ويحتمل أن يكون تمثيلاً لما يحيط بجوهر النفس من الملكات الرديئة والهيئات الوحشية فيجلب إليها أنواعاً من الغموم والآلام (وتغشى وجوههم النار) وتتغشاها لأنهم لم يتوجهوا بها إلى الحق ولم يستعملوا =

<<  <  ج: ص:  >  >>