للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خير مساجد النساء قعر بيوتهن

٢ - وعن أُم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خيرُ مساجد النساء قعرُ (١) بيوتهن. رواه أحمد والطبراني في الكبير، وفي إسناده ابن لهيعة، ورواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم من طريق درّاج أبى السمح عن السائب مولى أم سلمة عنها، وقال ابن خزيمة: لا أعرف السائب مولى أم سلمة بعدالة ولا جرح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

٣ - وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في حجرتها خيرٌ من صلاتها في دارها، وصلاتها في دارها خيرٌ من صلاتها في مسجد قومها (٢). رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد.

٤ - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا نساءكم المساجد (٣)،

وبيوتهن خيرٌ لهن. رواه أبو داود.

٥ - وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المرأة عورة (٤) وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها (٥) الشيطان، وإنها لا تكون أقرب إلى الله


(١) نهايته، وقعر البئر: عمقها، وقعرت الشجرة: قلعتها. ومنه قوله تعالى (أعجاز نخل منعقر) والمراد أن تتخذ السيدة جهة لا يسمع صوتها ولا يراها أحد، لعل الحجرة مكان الاستقبال، والبيت أخفى وأستر منها ثم الحجرة من الدار أستر لها، والدار لا شك أستر وأمنع من مسجد رهطها وأهلها ومحارمها.
(٢) وفي نسخة: خارج مسجد قومها.
(٣) النهى للفتنة، فإذا أمن الإنسان الفتنة وعدم النظر إليهن، فلا يمنعن؛ وهذا في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآداب الدين منتشرة والإسلام بالغ بجرانه، وفي قمة رفعته وعزته والكل يخاف الله جل وعلا.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (وبيوتهن خير لهن) فما بالك الآن أيها المسلم في أمر نساء فاجرات، وبنات فاسقات وفتيات عاهرات عاريات مائلات مميلات تراهن في الشارع وفى الأسواق والمجتمعات والنوادى وعلى شواطئ الأنهار والبحار.
يا عجبا! يمنعهن قائد الشرع عن الذهاب في المسجد لعبادة الله والأزواج والإخوة والأعمام لا يمنعونهن من هذا التبرج. ويل لكم أيها الأزواج، وعذاب لك أيتها الأخوات وجهنم لكم أيها الأعمام إذا قدرتم على منعهن ولم تمنعوهن. تحيط بكم اللعنات، وتشملكم السخطات ويلحقكم الذم وغضب الله.
(٤) قال في النهاية: جعلها نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت أهـ والعورة سوءة يستحيا منها، وأصلها من العار وذلك لما يلحق في ظهوره من العار؛ أي المذمة ولذلك سمى النساء عورة، ومن ذلك العوراء الكلمة القبيحة، والعورة شق في الشئ كالثوب والبيت ونحوه، قال تعالى (إن بيوتنا عورة وما هى بعورة) أي متخرقة ممكنة لمن أراد. وقوله: (ثلاث عورات لكم) أىنصف النهار وآخر الليل وبعد العشاء الآخرة، وقوله (الذين لم يظهروا على عورات النساء) أي لم يبلغوا الحلم أهـ غريب القرآن ص ٢٥٩.
(٥) تقرب، تطلع إليها وتعرض لها، ومنه حديث الفتن: (من تشرف لها استشرفت له). ومنه حديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>