١٥ - وعنْ أبي أمامة رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شاب شيبةً في الرسلام كانتْ له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهمٍ في سبيل الله، أخطأ أوْ أصاب، كان له بمثل رقبةٍ من ولد إسماعيل. رواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما ثقات.
١٦ - وعنْ عقبةبن عبدٍ السُّلميِّ رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: قوموا فقاتلوا، قال: فرمى رجلٌ بسهمٍ، فقال النَّبيُ صلى الله عليه وسلم: أوْجب هذا (١). رواه أحمد بإسناد حسن.
(أوجب): أي أوجب لنفسه الجنة بما فعل.
١٧ - وعنْ أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمي رميةً في سبيل الله قصَّر أو بلغ، كان له مثل أجر أربعة أناسٍ من بني إسماعيل أعتقهم. رواه البزار عن شبيب بن بشر عن أنس.
١٨ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رمى بسهمٍ في سبيل الله كان له نوراً يوم القيامة. رواه البزار بإسناد حسن.
١٩ - وروي عن محمد بن حنيفة قال: رأيت أبا عمرو الأنصاري رضي الله عنه، وكان بدرياً عقبياً أحديا (٢)، وهو صائ يتلوَّى من العطش، وهو يقول لغلامه: ويحك ترِّسني (٣)
فترَّسه الغلام حتى نزع بسهمٍ نزعاً ضعيفاً، حتى رمى بثلاثة أسهمٍ، ثمَّ
(١) أي نال بهذه الرمية دخول الجنة، ووعد الله حق.
(٢) شاهد هذه الغزوات: بدرا، وأحدا، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة.
(٣) اعمل ترساً لي لأستعد للرمي فأقوي. الله أكبر، نفس عالية جاهدت في الله حق جهاده تحضر الحروب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتنقل بالصوم وتتحمل الجوع حبا في ثواب الله تعالى، ومع هذا الضعف المتناهي تجرى في ميدان الجهاد شوطاً بعيداً، وتقول لخادمها: (ترسني) حتى فاز رضي الله عنه برمي ثلاثة أسهم. هذا أبو عمرو الأنصاري الذي عمل صالحاً لله، وجمع بين العبادة الروحية والبدنية:
أ - الصوم.
ب - الجهاد.
قال تعالى:
(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم) ٣١ من سورة محمد.
ب - (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غيرآسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم) ١٥ من سورة محمد: أي نصف لك صفات الجنة العجيبة يا محمد لنبين لك الناس صنفين: =