والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملها الناس من عجم ومن عرب والبدر لولا أفول منه ما نظرت ... إليه في كل حين عين مرتقب والتبر كالترب ملقى في أماكنه ... والعود في أرضه نوع من الحطب فإن تغرب هذا عز مطلبه ... وإن أقام فلا يعلو على رتب إذا ما ضاق صدرك من بلاد ... ترحل طالباً أرضاً سواها عجبت لمن يقيم بدار ذل ... وأرض الله واسعة فضاها فذاك من الرجال قليل عقل ... بليد ليس يعلم من طحاها فنفسك فز بها إن خفت ضيما ... وخل الدار تنعى من بناها فإنك واجد أرضاً بأرض ... ونفسك لم تجد نفساً سواها إن قل نفعك في أرض حللت بها ... سافر لتدرك قصداً أم ترى أملا فالبيض لو لازمت أغمادها تلفت ... والشمس لو لم تسر ما حلت الحملا وقال الحريري في الحث على السفر في مقامة له لا تقعدن عن ضر ومسغبة ... لكي يقال عزيز النفس مصطبر وانظر بعينك هل أرض معطلة ... من النبات كأرض حفها الشجر فعذ عما تشير الأغبياء به ... فأي فضل لعود ما له ثمر وارحل ركابك عن ربع ظمئت به ... إلى لجناب الذي يهمي به المطر واستنزل الري من در السحاب فإن ... بلت يداك به فليهنك الطفر بلاد الله واسعة فضاء ... ورزق الله في الدنيا فسيح فقل للقاعدين على هوان ... إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا وإذا رأيت الرزق ضاق ببلدة ... وخشيت فيها أن يضيق المكسب فارحل فأرض الله واسعة الفضا ... طولاً وعرضاً شرقها والمغرب إذا ما كنت في قوم غريبا ... فعاملهم بفعل يستطاب ولا تحزن إذا فاهو بفحش ... غريب الدار تنبحه الكلاب وما طلب المعيشة بالتمني ... ولكن ألق دلوك في الدلاء تجيء بمثلها طوراً وطوراً ... تجيء بحمأة وقليل ماء ولا تقعد على كسل التمني ... تميل على المقدر والقضاء فإن مقادر الرحمن تجري ... بأرزاق الرجال من السماء مقدرة بقبض أو ببسط ... وعجز المرء أسباب البلاء.