للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره أشر خلق الله تعالى

٥ - وروي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بشراركم (١)؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: إن شراركم الذي ينزلُ وحدهُ (٢)، ويَجْلِدُ عَبْدَهُ (٣)، ويَمْنَعُ رِفْدَهُ (٤)، أفلا أنبئكم بشرٍ من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: من يبغضُ (٥) الناسَ ويبغضونهُ قال: أفلا أنبئكم بشرٍ من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: الذين لا يقيلون عَثْرَةً (٦)، ولا يقبلون معذرةً (٧)، ولا يغتفرون ذنباً (٨). قال: أفلا أنبئكم بشرٍ من ذلك (٩)؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من لا يُرجى خَيْرُهُ (١٠)، ولا يُؤْمَنُ شَرُّهُ" رواه الطبراني وغيره.


(١) أصحاب الأفعال السيئة.
(٢) يحب الوحدة ولا يجلس مع أحد، ويكره الأنس والتوادد.
(٣) يضرب خادمه ويسيء إليه في معاملته ويسبه ويشتمه.
(٤) عطاءه: أي لا يجود ولا يكرم ولا يحسن.
(٥) يكره.
(٦) لا يصفحون عن زلل ولا يتركون هفوة، معناه: المشددون المتبعون الأخطاء ليحاسبوا عليها فتتقد بين الناس العداوة لتشددهم، لماذا؟ لأن الحكماء يقولون: المروءة احتمال الجريرة وإصلاح أمر العشيرة وحسن السيرة وصفاء السريرة.
(٧) عذراً.
(٨) يسترون خطأ.
(٩) من ذلك، كذا (ط وع ص ٢٢٩ - ٢)، وفي (ن د): من ذلكم.
(١٠) أكثر الناس شروراً الذي لا فائدة فيه، ولا ينال منه خيراً، ولا ذكراً، وهو كثير الفساد باعث الشقاق، ومصدر الأذى فلا يؤمن جانبه، ولا يركن إليه في أمر لأنه ضار بطال شرير، ففيه الترغيب في العفو والميل إلى فعل البر واجتناب الضرر.
عقاب من لا يقبل عذر معتذر كما أخبر صلى الله عليه وسلم:
أولاً: يوم القيامة يدفع عن حوض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستمر ظمآن عطشان.
ثانياً: يأثم مثل العشار الجابي من الناس ظلماً وعدواناً.
ثالثاً: يكتب من الأشقياء المجرمين الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم فلا فائدة فيه. قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشاً قد تقادم عهده ... ويظهر سراً كان بالأمس في خفا =

<<  <  ج: ص:  >  >>