للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الطبراني وغيره صدره، دون قوله: "ومن أتاهُ أخوهُ إلى آخره من حديث ابن عمر" بإسناد حسن.

[التنصل]: الاعتذار.

٢ - وعن جُودان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اعتذر (١) إلى أخيه المسلم، فلم يقبل منه كان عليه ما على صاحب مَكْسٍ (٢) " رواه أبو داود في المراسيل وابن ماجة بإسنادين جيدين إلا أنه قال: "كان عليه مثل خطيئة صاحب مكسٍ" ورواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر بن عبد الله، ولفظه قال: "من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل عذره كان عليه مثل خطيئة صاحب مكسٍ".

[قال أبو الزبير] والمكّاس: العشّار.

٣ - وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تُنُصِّلَ (٣) إليه فلم يقبل لم يَرِدْ عليَّ الحوض".

[قال الحافظ]: روي عن جماعة من الصحابة، وحديث جودان أصح، وجودان مختلف في صحبته، ولم ينسب.

٤ - وروي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عِفُّوا تَعِفَّ نساؤكم، وَبِرُّوا آباءكم تَبَرَّكُمْ أبناؤكم، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل عُذرهُ لم يردْ عليَّ الحوض" رواه الطبراني في الأوسط.


(١) قدم عذراً برجاء وأمل في الصلح وتوسل بالرضا والعفو.
(٢) أي يحاسبه الله على ذنوبه التي ارتكبها من جراء طرد المعتذر، كما يعاقب سبحانه الظالم الجبار العشار، قال صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة صاحب مكس". قال في النهاية: والمكس الضريبة التي يأخذها الماكس، وهو العشار. أهـ.
(٣) أي جاء إليه أخوه معترفاً بذنبه معترفاً بجرمه مقراً بإساءته. وفي النهاية: أي انتفى من ذنبه واعتذر إليه. أهـ. ففيه الحث على الصلح وقبول العذر والعفو والصفح، والسماح رباح، ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أنه يطرد من الشرب من حوضه عليه الصلاة والسلام ذلك الفظ الغليظ الخشن الذي لا توجد عنده عاطفة المودة، والمحروم من حسن المعاملة غير جواد كريم سمح.

<<  <  ج: ص:  >  >>