(١) ناقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الإفساد والشر، وقد نم الحديث ينمه نما فهو نمام، والاسم النميمة. ينهى صلى الله عليه وسلم أن لا يؤذوا الناس بإذاعة الأسرار، ونقل الكلام والفتنة والدس والكيد وحب التنافر بين المتصافين، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن من اتصف بذلك لا يتنعم بالجنة. وصية أعرابية إلى ابنها وقد أراد السفر: أي بني، اجلس أمنحك وصيتي، وبالله توفيقك فإن الوصية أجدى (١) عليك من كثير عقلك. إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة وتفرق بين المحبين، وإياك والتعرض للعيوب فتتخذ غرضاً، وخليق ألا يثبت الغرض على كثرة السهام وقلما اعتورت (٢) السهام غرضاً إلا كلمته (٣) حتى يهي (٤) ما اشتد من قوته. وإياك والجود بدينك والبخل بمالك، وإذا هززت فاهزز كريماً يلين لهزتك ولا تهزز اللئيم، فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها ومثل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به وما استقبحت من غيرك فاجتنبه، فإن المرء لا يرى عيب نفسه. ومن كانت مودته بشره وخالف ذلك منه فعله كان صديقه منه على مثل الريح في تصرفها، والغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم، ومن جمع الحكم والسخاء فقد أجاد الحلة ربطتها وسربالها. (٢) أي لا يقع العذاب على عمل يعدونه كبيراً. أهـ. (٣) وقال القسطلاني: أي كبير تركه عليهما، ثم قال بلى: أي نعم إنه كبير من جهة المعصية. (٤) أي لا يجعل بينه وبين بوله سترة: أي لا يتحفظ منه، فعدم التنزه عن البول يبطل الصلاة، والمشي بالنميمة من السعي بالفساد. أهـ قسطلاني. ذنبان كبيران نال صاحبهما العذاب من جرائهما في القبر: (أ) النمام. (ب) الذي لا يعتني بقضاء حاجته فيظهر سوءته ويبين عورته ولا يتحرز النظارة ولا يتجنب الطرق العامة.