للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إياكم وهاتين البقلتين المنتنتين أن تأكلوها وتدخلوا مساجدنا، فإن (١) كنتم لا بد آكلوها اقتلوهما بالنار قتلاً.

٣ - وعن جابر رضي الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: من أكل بصلاً، أو ثوماً، فليعتزلنا، أو فليعتزل (٢) مساجدنا، وليقعد في بيته. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

وفي روايةٍ لمسلم: من أكل البصل، والثوم، والكراث فلا يقربن مسجدنا (٣)؛ فإن الملائكة (٤) تنأذى (٥) مما يتأذى منه بنو آدم.

وفي روايةٍ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا (٦) الحاجة فأكلنا منها، فقال: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة (٧) فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس. رواه الطبراني في الأوسط والصغير ولفظه قال:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أكل من هذه الخضراوات (٨) الثوم


(١) في نسخة: وإن.
(٢) في نسخة: ليعتزل مسجدنا قرب من بابى كرم وسمع.
(٣) لا يحضر مكان الصلاة لأن البصل والثوم والكراث توجد رائحة كريهة في الفم، وملائكة الرحمة تحضر صلاة الجماعة؛ فتتألم من هذه القذارة والله تعالى أمرنا بالنظافة والطهارة والاستعداد للعبادة. قال تعالى: (يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) أي البسوا ثياباً نظيفة لمواراة عورتكم لطواف أوصلاة. قال البيضاوى: وسن السنة أن يأخذ الرجل أحسن هيئة للصلاة، وفيه دليل على وجوب سترة العورة في الصلاة أهـ. ومن الزينة التعطر واجتناب كل ما فيه رائحة تنفر المصلين.
(٤) للإنسان ملائكة حفظة موكلون به ولو صغيراً وكافرا من الجن والعاهات والآفات ترافق بنى آدم تكريمة له وتصاحبه تفضلا منه جل وعلا. قال تعالى: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) وللإنسان أيضا كتبة موكلون بكتابة ما يصدر عن المكلف قولا أو فعلا أو اعتقادا أو هما أو جزما أو عزما أو تقريرا، خيرا أو شرا. لا يفارقونه إلا في حالة الجماع والغسل والخلاء، والمشهور (رقيب) كاتب الحسنات. و (عتيد) كاتب السيئات (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) وقال تعالى (عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقال تعالى: (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) أهـ ص ١٤٠ التهج السعيد في علم التوحيد.
(٥) تنفر وتكره وتتألم.
(٦) اشتاقت نفسها إليها.
(٧) ذات الرائحة الكريهة، وفي النهاية خبثها من جهة كراهة طعمها وريحها لأنها طاهرة وليس أكلها من الأعذار المذكورة في الانقطاع عن المساجد، وإنما أمرهم بالاعتزال عقوبة ونكالا لأنه كان يتأذى يريحها أهـ ص ٢٧٨.
(٨) الخضر: النبات.

<<  <  ج: ص:  >  >>