للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه.


= انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، ١٣ ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغفرور، ١٤ فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) ١٥ من سورة الحديد: أي الشئ الذى يوجب نجاتهم وهدايتهم إلى الجنة يتلألأ في جباههم تلألؤ الشمس في واضحة النهار، أو البدر في كبد السماء، تستقبلهم ملائكة الرحمة بحفاوة، وجليل استقبال وتحمل البشرى الحسنة بالنعيم المقيم، وينادي المنافقون والفاسقون انتظرونا أيها الصحاب. لماذا تسرعون إلى الجنة كالبرق الخاطف، أو انظروا إلينا. قال البيضاوى: فانهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم فيستضيئون بنور بين أيديهم أهـ، وقرأ حمزة: انظرونا. على أن اتئادهم ليلحقوا بهم إمهال لهم.
وإن جواب الصالحين لأولئك الكفرة اذهبوا إلى الدنيا دار العمل، ودار التحصيل، ودار الثواب والعقاب، هناك تكتسب المعارف الإلهية، والأخلاق الفاضلة، وتشيد الصالحات، وتطاع أوامر الرحمن الديان الحنان المنان. الباعث الوارث. ذي الجلال والإكرام، ابحثوا عن غير هذا تهكما بهم وتجديد الحسرة لهم، اليوم تجنون ثمرة أعمالكم وغوايتكم وضلالكم وغفلتكم من ربكم، ويقام جسر، أو حائط، أوحائل بين المؤمنين والمنافقين. الجهة الأولى: تلى الجنة، والصفحة الثانية: تلي النار، يقول المؤمنون: ذوقوا نتيجة الغواية والنفاق. فانكم تربصتم بالمؤمنين الدوائر، وشككتم في الدين، وغرتكم الآمال والأموال، وامتداد العمر، وحلم الله وصبره على معاصيكم، وكان قائدكم الشيطان الخناس، وزهزهت لكم الدنيا وزخارفها. وشاهدنا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ٥ (وودت أنا قد رأينا إخواننا، وإخواننا لم يأتوا بعد، يأتون غرا محجلين من الوضوء) وإن كان البيضاوى رحمه الله علق قوله تعالى: (يوم ترى) الظرف على قوله تعالى فيضاعفه، أو قدر باذكر (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له، وله أجر كريم) ١٢ من سورة الحديد والله فضله واسع يجازي المحسن المتصدق؛ ويجازى المتوضئ أيضا إذ رحمته لا حد لها.
وفي الحديث بيان الوضوء الكامل، وقد عبر عنه الفقهاء بفرائض:
(١) النية: وهي قصد الشئ مقترنا بفعله، فينوي الشخص رفع الحدث الأصغر وتكون النية مقرونة بغسل أول جزء من الوجه، ومحلها القلب، وحكمها الوجوب.
(٢) غسل الوجه، وطوله من منابت شعر الرأس المعتاد إلى مجمع اللحيين، وعرضه من الأذان إلى الأذن، ويجب إزالة ما على الوجه من وسخ أو رمص يمنع من وصول الماء، وغسل الهدب، والشارب، والحاجب، والعنفقة، والعذار.
(٣) غسلى اليدين مع المرفقين.
(٤) مسح بعض الرأس.
(٥) غسل الرجلين مع الكعبين، ويجب غسل ما بين الأصابع والثقوب، وإزالة ما عليهما، وما تحت الأظفار من وسخ ونحوه.
(٦) الترتيب في أفعال الوضوء بأن يبدأ بغسل الوجه، ثم اليدين، ثم مسح الرأس، ثم غسل الرجلين، ويسقط الترتيب بانغماسه في ماء بنية الوضوء بعد تمام الانغماس، وفي غسله من الجنابة. وسننه التوجه للقبلة. وتوقي الرشاش والاستعاذة والتسمية وقول: الحمد لله على الإسلام ونعمته. الحمد لله الذي جعل الماء طهورا والاسلام نورا. رب أعوذ بك من همزات الشياطين؛ وأعوذ بك أن يحضرون: اللهم احفظ يدي من معاصيك كلها، وغسل الكفين إلى الكوعين والسواك، والمضمضة، والاستنشاق مع المج، والاستنثار بثلاث غرف ويتمضمض من كل منها، ثم يستنشق أفضل من الفصل، ومسح جميع الرأس، ومسح جميع الأذنين ظاهرهما وباطنهما بماء جديد، وتخليل اللحية الكثة (الكثيفة)، وتخليل أصابع اليدين والرجلين إن وصل الماء إليها من غير تخليل، وإلا وجب، وتقديم اليمنى على اليسرى، وتكرار المغسول، أو الممسوح ثلاثا، والموالاة أي التتابع، وترك التنشيف بلا عذر.
تنبيه: يسن الوضوء لقراءة القرآن وسماعه والحديث وسماعه ورورايته، وحمل كتب الحديث أو التفسير، والفقه وكتابتها، وقراءة العلم الشرعى، والأذان، والجلوس في المسجد، ودخوله، والوقوف بعرفة، والسعى، وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم، ومن حمل الميت، وعند الغضب.

<<  <  ج: ص:  >  >>