للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه البيهقي واللفظ له من رواية الوليد بن مسلم حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن عثمان ابن أيمن عنه، وسيأتى في الباب بعده حديث أبى الردين إن شاء الله تعالى.


= ٤ - ... الخوف من الحساب يوم القيامة فيجتهد العالم في العمل الصالح وتطهير صحائفه لينقى وينجو من الشدائد.

٥ - الصبر وهو حبس النفس على المكروه وإيجاد العزيمة على احتمال المشاق في أعمال الخير.

٦ - إقامة الصلاة في أوقاتها تامة الأركان والشروط ويأمر أهله بها ويصطبر عليها.

٧ - التصدق بالمال في السر والجهر ليدل على سماحة النفس وطهارتها من البخل وثقتها بالله المعطى.

٨ - مقابلة السيئة بالحسنة لوقف الشرور وخجل المسيء والبرهان على سعة الصبر وطهارة القلب لله في الله.
هؤلاء العلماء والمؤمنون الذي آمنوا بالله وعملوا بكتابه وسنة حبيبه سيدخلهم ربهم جنته ويتكرم عليهم برضوانه ويجمعهم هناك بالصالحين من آبائهم وأزواجهم وأمهاتهم وأولادهم ليتم أنسهم ويزيد سرورهم. ياأخى اعرض هذه الصفحات على نفسك أولا، وعلى غيرك ثانيا فمن اتصف بها، فصاحبه وجالسه وزره وتودد إليه، ومن لم يفعل فاقطع صحبته وتجنبه - وهذا لعمري مصداق قوله تعالى: والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون، لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون - أليس الله بكاف عبده) يقول البيضاوي هنا اللام للجنس ليتناول الرسل والمؤمنين (والعلماء ورثة الأنبياء) وقيل هو النبى صلى الله عليه وسلم، والمراد هو ومن تبعه أهـ أي من الذين أقبلوا على العلم فهذبوا نفوسهم فوصلوا إلى ربهم بالتقوى والعمل الصالح، ويرشد إلى ذلك قول الله تبارك وتعالى (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد) من سورة سبأ.
خلاصة باب فضل العلم
فأنت ترى أن تعليم العلم هو الخير كله، وذلك بالذهاب إلى العلماء والبحث عن دقائقه وهو سبب الخشية والقرب منه جل وعلا وتمام الثقة به، وفيه الهداية والإلهام إلى الرشد وتنوير القلب ويدعو إلى الورع ويبعد عن الفتن والكبرياء والخيلاء والاعجاب وطالبه يسلك طريق الجنة وكذا من ساعده وأمده وأعانه، واجتماع قوم لدراسة القرآن سبب رحمة الله وفيضه، وغوثه، هذا إلى أن كل شيء يطلب المغفرة للعالم العامل بعلمه. والعلم عنوان العز ومعين البر، وباب العلا، ونور الحق، والخل الوفي، والصاحب الصديق الموصل في الجنة إلى جوار الأنبياء والشهداء الجاري ثوابه مدى الحياة وبعد الممات، وهو خير مكتسب، وأعظم مطلب، يهدى إلى الحق، ويزيل الأذى، وطلبه أفض من صلاة النافلة وطالبه كأرض مخصبة وشجرة مثمرة، والجاهل كالصحراء لا فائدة منه. والعالم يشفع فيمن يحب له الخير يوم القيامة، والله وعد ألا يعذبه، وهو عدو ألد للشيطان يهدم بنيانه ويسفه رأيه ويحارب أنصاره ويحذر الناس من غوايته ويطلب من الناس أن ينتفعوا بميراث محمد صلى الله عليه وسلم وهو اتباع الكتاب والسنة، وخير العلم ما قربك إلى ربك، وشره السفسطة والجدل والالحاد والزندقة، وإن موت العالم خسارة على الأمة، وخلل في بنيانها، وكوكب غاب في سمائها. أسأل الله أن يعلمنا فنعمل ويوفقنا فنسعد إنه قدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>