(٢) لم يسلم أحد من وساوس الشيطان وأرشده إلى تعلم العلم والتحصن بذكر الله تعالى والاستعاذة به. (٣) قبل هذه الآية (ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) ٩٣ من سورة يونس: (بوأنا) أنزلنا (مبوأ صدق) منزلا صالحا مرضيا، وهو الشام ومصر (الطيبات) اللذائذ فما اختلفوا في أمر دينهم إلا من بعد ما قرءوا التواراة وعلموا أحكامها، أو في أمر محمد صلى الله عليه وسلم إلا من بعد ما علموا صدقه بنعوته وتظاهر معجزاته (يختلفون) يميز ربك المحق من المبطل بالانجاء والإهلاك. (٤) من القصص على سبيل الفرض. (٥) فانه محقق عندهم ثابت في كتبهم على نحو ما ألقينا إليك، والمراد تحقيق ذلك والاستشهاد بما في الكتب المتقدمة، وأن القرآن مصدق لما فيها، أو وصف أهل الكتاب بالرسوخ في العلم بصحة ما أنزل إليه، أو تهييج الرسول صلى الله عليه وسلم، وزيادة تثبيته لا إمكان وقوع الشك له، والملك قال عليه الصلاة والسلام: (لا أشك ولا أسأل) وقيل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد أمته صلى الله عليه وسلم: أو لكل من يسمع: أي إن كنت أيها السامع في شك مما نزلنا على لسان نبينا إليك، وفيه تنبيه على أن كل ما خالحته شبهة في الدين أن يسارع إلى حلها بالرجوع إلى أهل العلم (الحق) واضحا أنه لا مدخل للمرية فيه بالآيات القاطعة (الممترين) بالتزلزل عما أنت عليه من الجزم واليقين. أه بيضاوي ص ٣١٤. =