(٢) قال المازري: ظاهر هذا أنهم خلقوا على الضلال إلا من هداه الله تعالى، وفي الحديث المشهور: (كل مولود يولد على الفطرة) قال: فقد يكون المراد بالأول، وصفهم بما كانوا عليه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم لو تركوا وما في طباعهم من إيثار الراحة والشهوات، وإهمال النظر لضلوا، وهذا الثاني أظهر. قال النووي: وفي هذا دليل لمذهب أصحابنا وسائر أهل السنة أن المهتدي هو من هداه الله، وبهدى الله اهتدى وبإرادة الله تعالى ذلك، وأنه سبحانه وتعالى إنما أراد هداية بعض عباد وهم المهتدون ولم يرد هداية الآخرين، ولو أرادها لاهتدوا خلافا للمعتزلة في قولهم الفاسد: أراد هداية الجميع، جل الله أن يريد ما لا يقع أو يقع مالا يريد. أهـ ص ١٣٤ جـ ١٦. (٣) البحر من أعظم المرئيات عيانا، والإبرة من أصغر الموجودات، وصقيلة لا يتعلق بها ماء، ولكن هذا تقريب إلى الأفهام: أي لا ينقص شيئاً أصلاً (لا يغيضها نفقة) ويدخل النقص في المحدود الفاني، وعطاء الله سبحانه وتعالى من رحمته وكرمه، وهما صفتان قديمتان لا يتطرق إليهما نقص. أهـ نووي.