للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجملوا في الطَّلب، فإن استبطأ أحدٌ منكمْ رزقه فلا يطلبه بمعصية الله، فإنَّ الله لا ينال فضله (١) بمعصيته. رواه الحاكم.

٦ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيُّها الناس: إن الغني ليس عن كثرة العرض، ولكنَّ الغني غنى النفس، وإن الله عزَّ وجلَّ يؤتي عبده ما كتب له من الرِّزق فأجملوا في الطَّلب، خذوا ما حلَّ ودعوا ما حرم. رواه أبو يعلي، وإسناده حسن إن شاء الله.

٧ - وعنْ حذيفة رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم فدعا الناس، فقال: هلمُّوا إليَّ فأقبلوا إليه فجلسوا، فقال: هذا رسول ربِّ العالمين جبريل صلى الله عليه وسلم نفث (٢) في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فإنْ أبطأ (٣) عليها فاتَّقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنَّكمُ استبطاء الرِّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنَّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته (٤).

رواه البزار، ورواته ثقات إلا قدامة بن زائدة ابن قدامة، فإن لا يحضرني فيه جرح، ولا تعديل.

٨ - وعنْ أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرِّزق ليطلب (٥) العبد كما يطلبه أجله (٦). رواه ابن حبان في صحيحه والبزار، ورواه الطبراني بإسناد جيد إلا أنه قال: إنّ الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله.

٩ - وروي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر يوم غزوة تبوك (٧)، فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: يا أيُّها الناس


(١) رحمته ورزقه وكثرة خيراته.
(٢) ألقى وأوحى، من النفث بالفم، وهو شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل. لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق. أهـ نهاية.
(٣) تأخر.
(٤) التقرب إليه بالعبادة والطاعة. قال تعالى:
أ - (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) ٣٦ من سورة الأحزاب.
ب - (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) ١٦ من سورة الجن.
جـ - (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) ٩٦ من سورة الأعراف.
د - (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ٢٤ من سورة الأنفال.
(٥) يسعى إليه ويحصله.
(٦) الموت، والمعنى أن ما كتبه الله للإنسان من الخير لابد أن يناله، ويغدق عليه ويتمتع به.
(٧) بلد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>