للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: إن سمع برخصٍ ساءه، وإن سمع بغلاء فرح، ذكره رزين في جامعه، ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها، إنما رواه الطبراني وغيرها بإسناد واوهٍ.

٦ - توعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أهل المدائن (١) هم الحبساء (٢) في سبيل الله فلا تحتكروا عليهم الأقوات، ولا تغلوا عليهم الأسعار، فإنَّ من احتكر عليهمْ طعاما أربعين يوماً، ثم تصدَّق به لم تكن كفَّارة له (٣). ذكره رزين أيضاً ولم أجده.

٧ - وعنْ أبي هريرة ومعقل بن يسارٍ رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يحشر الحاكرون (٤)، وقتلة الأنفس (٥) في درجةٍ، ومن دخل في شيء من سعر المسلمين يغلِّبه عليهمْ (٦) كان حقا على الله أن يعذِّبه في معظم النار يوم القيامة.

ذكره رزين أيضاً، وهو مما انفرد به مهنأ بن يحيى عن بقية بن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي هريرة، وفي هذا الحديث والحديثين قبلة نكارة ظاهرة، والله أعلم.

٨ - وعن الحسن قال: ثقل معقل بن يسار، فأتاه عبد الله بن زيادٍ رضي الله عنه يعوده فقال: هلْ تعلم يا معقل أني سفكتُ دماً حراماً. قال: لا أعلم. قال: هلْ علمت أني دخلت في شيء من أسعار المسلمين. قال: ما علمت؟ قال: أجلسوني، ثم قال: اسمع يا عبد الله حتى أحدِّثك شيئاً ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّة، ولا مرَّتين، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهمْ كان حقاً على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة.

قال: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم غير مرَّةٍ ولا مرَّتين.


(١) العواصم.
(٢) الجلساء في تعمير هذه الحواضر.
(٣) ليس هذا العمل ما حيا ذنوبه، ولا الإحسان يجلب له ثوابا وأجرا. لم يكن كفارة له كذا د وع ص ٥٨٢، وفي ن ط: لم تكن له كفارة.
(٤) الحابسون الأشياء للغلاء.
(٥) الطغاة الأشرار وقتلة الأنفس يرميان في جهنم في جهة واحدة.
(٦) يزيد في سعره، والمعنى طالبو الأسعار الفاحشة مع سافكي الدماء، هذا يقتل الأرواح بالجوع، والميل إلى الأزمة والضيق، وهذا يعتدي على الأنفس ويريق الدماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>