(٢) قليل ماء بصحراء ويطلبه المسافر سفر طاعة فيحرمه. قال ابن حجر: أي الفاضل عن حاجته. قال ابن بطال: فيه دلالة على أن صاحب البئر أولى من ابن السبيل عند الحاجة، فإذا أخذ حاجته لم يجز له منع بن السبيل أهـ ص ٢٢ جـ ٥. (٣) أي التاجر رأى أن بضاعته كسدت وقرب أن ينتهي اليوم فحلف بالله كذبا ليروجها وأقسم غشما ليغر المشتري. (٤) اتفق مع الحاكم وساعد الوالي لغرض وإدراك فائدة، فإن مده بخبراته وزاده من أمواله صفق له وهمال ومشي معه وساعده على ظلم الناس. وأكل حقوقهم بالباطل، وإلا خاصمه وأعلن حربه لأنه لم يستفد منه في حياته. والمعنى أن هؤلاء الثلاثة على أحط الخصال، وأبعد من رحمات الله، وعطفه ورعايته: أ - ذلك المانع سقي الماء الزائد عن حاجته وأهله للمحتاج. ب - التاجر الكذاب المدلس كثير الأيمان الباطلة. جـ - الطماع الشره الذي ليست له مبادئ ثابتة في الحق، وليست له قدم راسخة في حب الولاة العادلين المحسنين بل يميل إلى الطغاة الفجرة ليكسب منهم المال والجاه، وفي زماننا هذا كثير، تجار يحلفون: وأدنياء سماسرة وضيعون، وبخلاء لا ينفقون. نسأل الله السلامة والتوفيق. (٥) أي جاء مشتر وثمنها بمبلغ أكثر، والحال أنه كاذب: أي قوله غير مطابق للواقع. لا ربحه الله يبيع دينه بدنياه ويتهاون باسم الله الأعظم ويلقيه جزافا خداعا ابتغاء عرض زائل، فلا حول ولا قوة إلا بالله. (٦) قسمه بنية الرواج فقط، وهو غير صادق لماذا؟ لأن بضاعته كسدت وأزف الوقت وتنتهي السوق، وقال العلماء (بعد العصر) أي وقت صعود الملائكة بأعمال العباد إلى ربها، فيذهب معهم هذا الحنث، والفجور وإلقاء الأيمان على عواهنها خالية من خشية الله تعالى وبسطه رجاء نفاذها ورواجها خشية قرب المغرب.