للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول الله عزَّ وجلَّ: أنا ثالث الشَّريكين (١) ما لمْ يخنْ أحدهما صاحبه، فإذا خان خرجت من بينهما (٢).

زاد رزين فيه: وجاء الشيطان. رواه أبو داود، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، والدارقطني، ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يد الله على الشَّريكين (٣) ما لمْ يخنْ أحدهما


= الآخرة خير ولنعم دار المتقين ٣٠ جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين ٣١ الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) ٣٣ من سورة النحل.
روي أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويبحثون عن حال القرآن، وحال محمد، فيجيب المؤمنون: أنزل خيراً، والكافرون: أساطير الأولين (فكل إناء بالذي فيه ينضح) (طيبين) أي طاهرين من ظلم أنفسهم بالكفر والمعاصي، وقيل فرحين ببشاره الملائكة إياهم بالجنة، أو طيبين بقبض أرواحهم لتوجيه نفوسهم بالكلية إلى حضرة القدس (سلام عليكم) لا يحيقكم بعد مكروه فاطمئنوا. قال النسفي: قيل إذا أشرف العبد المؤمن على الموت جاءه ملك، فقال: السلام عليك يا ولي الله. الله يقرأ عليك السلام، ويبشره بالجنة أهـ.
إن شاهدنا (للذين أحسنوا) قال النسفي: أي آمنوا وعملوا الصالحات، أو قالوا: لا إله إلا الله أهـ.
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى للتجار الأبرار الأمناء. ثبت في التاريخ أن السيدة خديجة اختارت برأيها الثاقب سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ليتاجر في مالها الوفير لشهرته صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالصدق، والأمانة، والمروءة، والشجاعة، والتحلي بالآداب السامية، وكانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال: في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وقد قال عمه أبو طالب يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي، وقد اشتد الزمان علينا، فهل لك أن أكلم خديجة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ما أحببت؟ ففرحت خديجة بذلك، وكان جوابها: لو سألت ذلك لبعيد بغيض فعلنا فكيف، وقد سألته لحبيب قريب؟ واستطاع صلى الله عليه وسلم بحلو شمائله، وجمال عواطفه أن يكسب محبة ميسرة وإجلاله، وأن يجلب ما يفيد بني وطنه، ويدر بالأرباح الطائلة.
(١) أي أنا معهم بالرحمة، والرأفة، والمساعدة مدة عدم خيانة الشريك لأخيه.
(٢) إذا سرق، وغش، وانتزعت الأمانة منه تركت عونهما فتسلط عليهم الشيطان فسلب من تجارتهم البركة.
(٣) عونه، وإغاثته، ولطفه، وفي الجامع الصغير قال المناوي: أي حفظه وكلاءته عليهم أهـ.
فالشريكان في كنف الله، وإحاطته مدة الأمانة، وإلا زال عنهم عند الخيانة. فإذا خان أحدهما صاحبه كذا ط وع ص ٥٨٦، وفي ن د فإن خان أحدهما بلا ذكر صاحبه.
كذا ط وع ص ٥٨٦، وفي ن د فإذا خان أحدهما بلا ذكرصاحبه.
والشركة عقد يقتضي ثبوت الحق لاثنين، فأكثر، وهي أنواع:
أولاً: شركة أبدان كشركة الدلالين، والحمالين، والمحترفين ليكون بينهما كسبهما متساويا. أو متفاوتاً.
ثانياً: شركة مفاوضة: يشترك اثنان ليكون بينهما كسبهما بأموالهما، أو أبدانهما، وعليهما ما يعرض من نحو غرامة.
ثالثاً: شركة وجوه من الوجاهة، والعظمة كأن يشترك، وجيه لا مال له: وخامل عديم الشهرة له مال، أو يشترك وجيه في ذمته، ويفوض بيعه لخامل، والربح بينهما، وكلاهما باطل إذ ليس بينهما مال مشترك.
رابعاً: شركة عنان، أخذا من عنان الداية المانع لها من الحركة لمنع كل من الشريكين من التصرف بغير مصلحة: وهي صحيحة لسلامتها من أنواع الضرر، وأركانها عاقدان، ومعقود عليه. وصيغة، وعمل. =

<<  <  ج: ص:  >  >>