للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روحه جسده، وهو بريء من ثلاثٍ دخل الجنَّة: الغول (١) والدَّين (٢)، والكبر (٣). رواه الترمذي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، وتقدم لفظه. والحاكم، وهذا لفظ، وقال: صحيح على شرطهما. قال الترمذي: قال سعيد بن أبي عروبة: الكنز يعني بالزاي، وقال أبو عوانة في حديثه: الكبر يعني بالراء. قال: ورواية سعيد أصحّ، وقال البيهقي في كتابه عن أبي عبد الله يعني الحاكم: الكنز مقيد بالزاي، والصحيح في حديث أبي عوانة بالراء.

٦ - وعن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً: من تداين بدينٍ، وفي نفس وفاؤه ثمَّ مات تجاوز (٤) الله عنه، وأرضى غريمه (٥) بما شاء، ومن تداين بدينٍ وليس في نفسه وفاؤه، ثمَّ مات اقتص (٦) الله عزَّ وجلَّ لغريمه يوم القيامة. رواه الحاكم عن بشر ابن نمير، وهو متروك، عن القاسم عنه.

ورواه الطبراني في الكبير أطول منه، ولفظه قال: من ادَّان (٧) دينا وهو ينوي أنْ يؤديه (ومات) أدَّاه الله عنه يوم القيامة، ومن استدان ديناً وهو لا ينوي أن يؤدِّيه فمات قال الله عزَّ وجلَّ له يوم القيامة: ظننت أني لا آخذ لعبدي بحقِّه فيؤخذ من حسانتهِ فيجعل في حسنات الآخر، فإنْ لم يكن له حسنات أخذ من سيئات الآخر فيجعل عليه.

٧ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس (٨) يريد أداءها أدَّى الله عنه (٩)، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها (١٠)


(١) السرقة من المغنم.
(٢) أخذ مال الغير استدانة.
(٣) الخيلاء، والبطر، والعجب، والكبرياء. هذه صفات ثلاثة ذميمة، من ابتعد عنها فاز بالجنة، وفي ن د وع ص ٥٨٧: من فارق روحه جـ، وفي ن ط: من فارق الروح الجسد.
(٤) عفا الله عن ذنوبه التي ارتكبها من جراء ضياع حقوق غيره.
(٥) دائنه: بأن زاد في حسناته وكافأه وأغدق عليه من نعيمه جزاء ماله.
(٦) عذبه، لأنه أخذ وفي نفسه الغدر والنكث والخيانة، ففيه طلب حسن النية وعقد العزيمة على الوفاء عند الميسرة.
(٧) أي أخذ شيئا عن عرض الدنيا وحطامها سلفة.
(٨) أي تسلمها بوجه من وجوه التعامل كالقرض أو للحفظ وديعة لله أو غير ذلك حال كونه ينوي ردها.
(٩) أعانه الله على ردها وأدائها بالتي هي أحسن ووفقه وألهمه الرشد.
(١٠) أي عدم ردها.

<<  <  ج: ص:  >  >>