(٢) اجتهدت، وفي حديث عبد الله بن عمرو: اللهم أد حمالتك. (٣) دخلت فيه. رجل اقترض مبلغاً من آخر إلى زمن معلوم ولما آن أوان السداد ذهب إلى البحر فلم يجد مركبا فأتى بخشبة ووضع المبلغ فيها ورماها في البحر ثقة بالله تعالى وهو نعم الشهيد الكفيل، والدائن ينتظر مدينه على الميناء فرأى خشبة فأخذها للدفء فوجد في وسطها الأمانة والرسالة. هذه حادثة يرويها لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صالحين برين مؤمنين معتمدين على الله جل وعلا أشرق نور الإيمان بالله تعالى في قلوبهما وسطعت تعاليم نبيهما في ذلك الوقت، فهل فينا الآن هذا الإيمان وحب الخير والتوكل على الله وقضاء الحاجات ابتغاء ثواب الله والوفاء والصدق ورد الودائع وقد قال الله تعالى فينا (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) اكتسب الأمة الشرف العظيم والتفوق الباهر والخيرية من رسولها الصادق الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي حكى لنا فعل رجلين من بني إسرائيل رجاء أن نعمل مثلهما ونتقي الله ونثق به وندعوه رغبا ورهبا ونخشاه .. قال تعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) وفي البخاري في باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان وغيرها فروي هذا الحديث. وفي الفتح عن عبد الله ابن عمرو بن العاص يرفعه: أن رجلا جاء إلى النجاشي فقال له أسلفني ألف دينار إلى أجل، فقال: من الحميل بك؟ قال: الله، فأعطاه الألف فضرب بها الرجل: أي سافر بها في تجارة فلما بلغ الأجل أراد الخروج إليه فحسبته الريح فعمل تابوتا فذكر الحديث. فالذي أقرض هو النجاشي فيجوز أن تكون نسبته إلى بني إسرائيل بطريق الاتباع لهم، لا أنه من نسلهم أهـ ص ٣١٥ جـ ٤. (٤) قطعها بالمنشار فانتثرت الدنانير منها والصحيفة فقرأها وعرف ما فيها. وفي الفتح في الحديث جواز الأجل في القرض. ووجوب الوفاء به. وقيل لا يجب بل هو من باب المعروف. وفيه التحدث عما كان في بني إسرائيل وغيرهم من العجائب للاتعاظ والائتساء، وفيه جواز التجارة في البحر وجواز ركوبه، وفيه بداءة الكاتب بنفسه، وفيه طلب الشهود في الدين وطلب الكفيل به، وفيه فضل التوكل على الله تعالى وأن من صح توكله تكفل الله بنصره وعونه أهـ ص ٣١٦ جـ ٤.