للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من علامات الساعة تطاول الحفاة العراة في البنيان] أن تؤمن بالله (١)، وملائكته (٢)، وكتبه (٣)، ورسله (٤)، واليوم الآخر (٥)، وتؤمن بالقدر (٦)

خيره وشره، فقال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان (٧)؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة (٨)؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أماراتها (٩)؟ قال: أن تلد الأمَةُ رَبَّتها (١٠)،

وأن ترى الحُفاة العُراة (١١) العالة رعاء


(١) أن تصدق بوجوده وبصفاته الواجبة له تعالى.
(٢) جمع ملك: أي التصديق بوجودهم وأنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهم أجسام علوية نورانية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة.
(٣) إن لله تعالى كتباً جمة: منها التوراة لسيدنا موسى، والإنجيل لسيدنا عيسى، والزبور لسيدنا داود، والقرآن لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
(٤) الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
(٥) يوم القيامة والانتقال إلى دار الجزاء.
(٦) قال الشرقاوي: والقدر مصدر قدرت الشيء قدراً إذا أحطت مراده، والمراد أن الله تعالى علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها ثم أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد وكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته هذا هو المعلوم من الدين بالبراهين القطعية وعليه كان السلف من الصحابة وخيار التابعين. أ. هـ (ص ٧٧ جـ ١)، وفي النهج السعيد: القضاء عند الأشاعرة إرادة الله الأشياء في الأزل على ما هي عليه فيما لا يزال، فهو من صفات الذات عندهم، والقدر عندهم إيجاد الله الأشياء على قدر مخصوص ووجه معين أراده الله تعالى فيرجع عندهم لصفة فعل، لأنه عبارة عن الإيجاد، وهو من صفات الأفعال. أ. هـ. (ص ٦٩).
(٧) ما معناه المترتب عليه الثواب الجزيل مثل إتقان العمل وإيصال النفع للغير وإتقان العبادة: أي الإخلاص ومراعاة الخشوع والخضوع وفراغ البال حال التلبس بها ومراقبة المعبود حال أدائها، ثم تارة يغلب عليه مشاهدة الحق بقلبه حتى كأنه يراه بعينه فيفعل العبادة حالة استغراقه في بحار المكاشفة والشهود كما قال صلى الله عليه وسلم "وجعلت قرة عيني في الصلاة" أي لحصول الاستلذاذ بالطاعة يسبب انسداد مسالك الالتفات إلى الغير باستيلاء أنوار الكشف عليه وامتلاء قلبه وسره من تجلى محبوبه، وتارة يستحضر أن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمل وقال النووي: وتلخيص معناه أن تعبد الله تعالى عبادة من يرى الله تعالى ويراه الله تعالى فإنه لا يستبقي شيئاً من الخضوع والإخلاص وحفظ القلب والجوارح ومراعاة الآداب مادام في عبادته "فإن لم تكن تراه فإنه يراك" يعني أنك إنما تراعي الآداب إذا رأيته ورآك لكونه يراك. أ. هـ (شرقاوي ص ٧٨ جـ ١).
(٨) في أي زمن يوم القيامة؟ والله تعالى استأثر بعلم وقت مجيئها. قال النووي: العالم إذا سئل عما لا يعلم يصرح بأنه لا يعلمه، ولا يكون في ذلك نقص من مرتبته، بل يكون ذلك دليلاً على مزيد ورعه، وقال القرطبي: كف السامعين عن السؤال عن وقت الساعة لأنهم كانوا قد أكثروا للسؤال عنها.
(٩) علاماتها السابقة عليها كطلوع الشمس من مغربها.
(١٠) المملوكة تلد سيدها ومالكها، بمعنى أن ابنها يرث ملك أبيه السيد، قيل هذا كناية عن اتساع الإسلام واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربها لأنه ولد سيدها، وكثر في زمن بني العباس. وقيل كناية عن فساد الأحوال فيكثر بيع أمهات الأولاد ويتداولهن الملاك، فيشتري الشخص أمه ولا يعلم، وقيل كناية عن الاستهانة بالأحكام الشرعية وكثرة عقوق الأبناء بأن يعامل الولد أمه معاملة الأمَةُ في الإهانة بالسب والضرب والاستخدام.
(١١) عبارة عن ارتفاع العبيد والسفلة الحمالين، وما أحسن قول بعضهم: =

<<  <  ج: ص:  >  >>