للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما من عبدٍ يخطب خطبة إلاَّ الله عز وجل سائله عنها (١) أظُنُّهُ قال: ما أراد بها. قال جعفر كان مالك بن دينار إذا حدّث بهذا الحديث بكى حتى ينقطع، ثم يقول: تحسبون أن عينى تقرُّ بكلامي عليكم، وأنا أعلم أن الله عز وجل سائلى عنه يوم القيامة ما أردت به؟ (٢) رواه ابن أبى الدنيا والبيهقي مرسلاً باسناد جيد.

من لم ينفعه علمه ضره جهله - شرار العلماء

٩ - وعن لقمان يعنى ابن عامر قال: كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعونى على رُءوس الخلائق فيقول لى يا عُويمر، فأقول لبيك (٣) رب، فيقول ما عملت (٤) فيما علمت؟. رواه البيهقي.

١٠ - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: تعرضتُ أو تصديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت، فقلت يا رسول الله: أىُّ الناس شرٌّ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم (٥) غفراً، سل عن الخير، ولا تسأل عن الشر (٦) شرار الناس، شرار العلماء في الناس. رواه البزار، وفيه الجليل بن مرة، وهو حديث غريب.

١١ - وروى عن أبي برزة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يُعَلِّمُ الناس الخير وينسى نفسه. مثل الفتيلة (٧) تضيء على الناس وتحرق نفسها. رواه البزار.

١٢ - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رُب حامل فقه غير فقيه، ومن لم ينفعه علمه ضره جهله، اقرإ القرآن مانهاك (٨)، فإن لم ينهك فلست تقرؤهُ. رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب.

١٣ - وعن جندب بن عبد الله الأزدى رضي الله عنه صاحب النبى صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثلُ الذى يُعَلِّمُ الناس الخير وينسى


(١) هل عمل بجميع ما نصح به عباد الله في خطبته.
(٢) أي شيء قصدت بكلامك يا هذا.
(٣) إجابة بعد إجابة.
(٤) أي شيء عملته بعلمك.
(٥) يا رب استر ذنوبنا، اسأل عن الخير.
(٦) الأذى والضر، أي المجرمون الأشرار، أولئك العلماء الذين اتخذوا آلة نفاق، وشقاق، وإجرام وهم قوالون لا فعالون وعاصون فاسقون.
(٧) الذبالة: التي تغمس في الزيت لتضيء.
(٨) مدة نهيه إياك وأن تستفيد من وعظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>