للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسكندر جميع نواحي الأرض شرقاً وغرباً فَسُمِّيَ ذا القرنين على أحد الأقوال، وهذا قريب، وقيل: غير ذلك، والله أعلم.

٧ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، فهو مُدركٌ ذلك لا محالة، العينان: زناهما (١) النظر، والأذنان: زناهما الاستماع (٢)، واللسان: زناه الكلام (٣)، واليد: زناها البطش، والرِّجْلُ: زناها الخطى (٤)،

والقلبُ يَهْوَى (٥) وَيتمنى، ويُصَدِّق ذلك الفَرْجُ، أو يُكذبه (٦) " رواه مسلم والبخاري باختصار، وأبو داود والنسائي، وفي رواية لمسلم، وأبي داود: واليدان تزنيان، فزناهما البطشُ، والرِّجْلاَنِ تزنيان، فزناهما المشي، والفمُ يزني فزناه القُبَلُ.

٨ - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العينان تزنيان، والرجلان تزنيان، والفرج يزني" رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار وأبو يعلى.

٩ - وعن جرير رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفُجَاءةِ، فقال: اصرف (٧) بصرك" رواه مسلم، وأبو داود والترمذي.

ما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع

١٠ - وعن عبد الله، يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإثم حَوَّازُ القلوب، وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع (٨) "


(١) المعنى أن الله تعالى يعذب العين بالنار يوم القيامة لتطلعها إلى محرم بقصد بلا فجاءة.
(٢) سماع صوت المرأة.
(٣) التحدث بالفسوق، وفعل الفاحشة.
(٤) المشي إلى المعصية.
(٥) يميل ويرجو.
(٦) والوقوع في حمأة الزنا، وارتكاب هذه الموبقة من هذا العضو، فهذه أعضاء الجسم تسبب صغائر، ولكن عضوا التناسل إذا حصل منهما التقاء الختانين فقد زنيا. وفي جواهر البخاري شرح القسطلاني: كتب: أي قدر، ونصيبه حظه بما قدره الله عليه (لا محالة) أي لا حيلة له في التخلص من إدراك ما كتب عليه، ولابد له منه فزنا العين النظر بشهوة، وزنا اللسان النطق بما يستلذ به من محادثة ما لا يحل له، قال ابن بطال سمى النظر والنطق زنا لأنه يدعو إلى الزنا الحقيقي. أ. هـ. ص ٥٠٧، والمراد أن العاقل يحفظ جوارحه من كل صغيرة، ولا يسترسل في مقدمات الفاحشة خشية غواية الشيطان، والوقوع في شركه، وفي الحكم (من العصمة أن لا تجد) وعد الشيخ القسطلاني النظرة، والقبلة، واللمسة، والغمزة من الصغائر في شرح قول ابن عباس رضي الله عنهما (ما رأيت شيئاً أشبه باللمم).
(٧) بمجرد وقوعه على شيء تكرهه حوله ووجهه إلى جهة أخرى.
(٨) رجاء وأمل لأنه مفسد يتتبع الأخطاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>