للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الكبير والبزار، ورواته محتج بهم في الصحيح، ورواه أحمد من حديث عمر بن الخطاب.

١٩ - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل لا يكون مؤمنا حتى يكون قلبه مع لسانه سواءً، ويكون لسانه مع قلبه سواءً ولايخالف قوله عمله، ويأمن جاره بوائقه (١) رواه الأصبهاني باسناد فيه نظر.

ذم من علم ولم يعمل، والمؤمن وناسى العلم ونتن ريحه

٢٠ - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إنى لأحسب الرجل ينسى العلم كما تعلمه للخطيئة يعملها (٢). رواه الطبراني موقوفاً من رواية القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله عن جده عبد الله ولم يسمع منه، ورواته ثقات.

٢١ - وعن منصور بن زادان قال: نُبئتُ (٣) أن بعض من يُلقى في النار تتأذى أهل النار بريحه، فيقال له ويلك (٤) ما كنت تعمل (٥) ما يكفينا ما نحن فيه (٦) من الشر حتى ابتُلينا بك، وبِنَتْن (٧)

ريحك؟ فيقول كنت عالما فلم أنتفع بعلمى. رواه أحمد والبيهقي.


(١) ظلمه، وغشمه، ومصائبه ومكره.
(٢) أثناء فعل الخطيئة سحب الله منه نور العلم كما قال صلى الله عليه وسلم (لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن).
(٣) أخبرت.
(٤) عذاب لك وواد في جهنم للغر.
(٥) أي شئ تعمل.
(٦) أي الا يكفينا الذي نحن فيه أيها المغفل الذى لم يعمل بعمله.
(٧) شدة الرائحة الكريهة القذرة.
فالحذر أيها المسلمون من القول بلا عمل، فالله رقيب، وعذابه مهين لمن ينصح الناس، وهو في حاجة إلى ناصح، قال الشاعر:
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا ... كيما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما وعظت ويقتدى ... بالعلم منك وينفع التعليم
وهل يوجد عذاب أفضح، وأشنع يوم القيام على ملأ من الناس من خروج الأمعاء الدقاق والغلاظ ككومة يدور حولها ذلك العالم الثرثار القوال لا الفعال، ويدور بها دوران الحمار بالطاحون ويبكته أصحابه في الدنيا، فينطقه الله بذنبه توبيخاً له، ولا ينفع الندم، قال تعالى في سورة الصف: (يأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) وقال تعالى تقريرا مع توبيخ غير العاملين (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) من سورة البقرة. والبر: التوسع في الخير، ولذا قيل: البر ثلاثة: بر في عبادة الله تعالى، وبر في مراعاة الأقارب، وبر في معاملة الأجانب.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في أحبار المدينة كانوا يأمرون سرا من نصحوه باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يتبعونه، وقيل كانوا يأمرون بالصدقة ولا يتصدقون: وحكى الله تعالى عن سيدنا شعيب عليه السلام في سورة هو (وما أريد أن أخالقكم إلا ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).

<<  <  ج: ص:  >  >>