للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنسائي، والحاكم واللفظ له وقال: صحيح الإسناد.


= الآيات القرآنية في الترغيب في النكاح
(أ) قال الله تعالى: "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله" (٣٢ من سورة النور) وهذا أمر.
(ب) وقال تعالى: "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن" (٢٣٢ من سورة البقرة)، وهذا منع من العضل، ونهي عنه.
(جـ) وقال تعالى في وصف الرسل ومدحهم "ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلناهم أزواجاً وذرية" (٣٨ من سورة الرعد، فذكر ذلك في معرض الامتنان، وإظهار الفضل.
(د) وقال اتعالى: "والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما" (٧٤ من سورة الفرقان)، سبحانه مدح أولياءه بسؤال ذلك في الدعاء، ويقال إن الله تعالى لم يذكر في كتابه من الأنبياء إلا المتأهلين، فقالوا إن يحيى صلى الله عليه وسلم قد تزوج ولم يجامع، قيل إنما فعل ذلك لنيل الفضل، وإقامة السنة، وقيل لغض البصر، وأما عيسى عليه السلام، فإنه سينكح إذا نزل الأرض ويولد له. أ. هـ. (غزالي).
فوائد النكاح وآفاته الناجمة من الانحراف عن جادة الصواب:
أولاً: الولد لأنه المقصود بهذا العقد الشرعي والتمتع البهيمي، وفي التوسل إلى الولد قربة، فلا يحب الصالح أن يلقى الله عزباً وتلبية الأمر بالزواج كما قال الغزالي:
(أ) موافقة محبة الله بالسعي في تحصيل الولد لإبقاء جنس الإنسان.
(ب) محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تكثير من به مباهاته.
(جـ) طلب التبرك بدعاء الولد الصالح بعده.
(د) طلب الشفاعة بموت الولد الصغير إذا مات قبله.
ثانياً: التحصن عن الشيطان، وكسر التوقان، ودفع غوائل الشهوة، وغض البصر، وحفظ الفرج.
ثالثاً: ترويح النفس، وإيناسها بالمجالسة، والنظر، والملاعبة إراحة للقلب، وتقوية له على العبادة، فإن النفس ملول، وهي عن الحق نفور، قال تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" (٢١ من سورة الروم)، (لتسكنوا) لتميلوا إليها وتألفوا بها، فإن الجنسية علة للضم، والاختلاف سبب التنافر (بينكم) بين الرجال والنساء بسبب الزواج حال الشبق والتعارف والتواد والتراحم، وقيل مودة كناية عن الجماع، ورحمة الولد. أ. هـ.
رابعاً: تفريغ القلب عن تدبير المنزل، والتكفل بشغل الطبخ، والكنس، والفرش، وتنظيف الأواني وتهيئة أسباب المعيشة، ولولا شهوة الوقاع لتعذر على الإنسان العيش في منزله وحده. وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله: الزوجة الصالحة ليست من الدنيا، فإنها تفرغك للآخرة، وإنما تفريغها بتدبير المنزل، وبقضاء الشهوة جميعاً، وقال محمد بن كعب القرظي: في معنى قوله تعالى: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" قال المرأة الصالحة.
خامساً: مجاهدة النفس، ورياضتها بالرعاية والولاية، والقيام بحقوق الأهل، والصبر على أخلاقهن، واحتمال الأذى منهن، والسعي في إصلاحهن وإرشادهن إلى طريق الدين، والاجتهاد في كسب الحلال لأجلهن والقيام بتربيته لأولاده، قال عليه الصلاة والسلام: "يوم من وال عادل أفضل عند الله من سبعين سنة" فمقاساة =

<<  <  ج: ص:  >  >>